أ. عبدالمحسن مشعان المغيبي، صدر له عن دار كنوز اشبيليا كتاب بعنوان: (قصائد وأبيات مقتطفة من ديوان امرئ القيس بن حجر الكندي). يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: الشعر هو ديوان العرب كما يقال، وسجل تاريخهم ومآثرهم وبطولاتهم، سطروا فيه الكثير من الحكم والأمثال والشواهد التاريخية والأدبية التي لا نزال نتذاكرها إلى يومنا هذا. ولقد كتب الشعراء في مواضيع الشعر المعروفة: المدح، الهجاء، الوصفن الرثاء، الغزل، الحماسة وغيرها. ودواوين الشعراء مليئة بالشعر الجميل، والأبيات العذبة، والمعاني الرائعة، كما أنها ثرية بالمفردات اللغوية، والصور البيانية المعبرة. ومن هنا كان لا بد من الاهتمام بهذه الدواوين والعناية بها؛ لأنها تعتبر كنزاً لغوياً ومعرفياً. ولقد تناول الشراح هذه الدواوين بالشرح والتفصيل، وامتلأت المكتبة العربية بشروحاتهم ومؤلفاتهم على هذه الدواوين حتى أصبحت مرجعاً من مراجع اللغة والأدب، وإرثاً أدبياً ثميناً. ولما كثرت مشاغل الناس في هذا الزمان، وانتشرت وسائل الاتصال الحديثة؛ قل اهتمام الناس بالقراءة، فكان لا بد أن نلتفت إلى هذه الإرث الثمين بشيء من التجديد والتبسيط كي يعود الناس لقراءته من جديد. ولهذا فقد عزمت بعون الله - تعالى - على اختصار كل ديوان على حدة، وجمع أجمل ما فيه من قصائد وأبيات، وإخراجها في كتاب مستقل؛ علَّ القارئ الكريم يجد فيها المتعة والفائدة، ومساهمة مني في نشر اللغة العربية من خلال هذا العمل المتواضع، وقد اعتمدت في ذلك على تذوقي الشخصي للشعر. نبذة عن الشاعر هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو آكل المرار، وقيل: اسمه (حندج) وقيل: (مليكة) وقيل: اسم أبيه (السمط). يمني الأصل، نجدي الولادة، فقد ولد في نجد سنة 497 من الميلاد، وقيل: إن أمه هي فاطمة أخت كليب بن ربيعة، وقيل غير ذلك. لقب بالملك الضليل، وبذي القروح، واشتهر بلقب امرئ القيس، وقيل: معناه رجل الشدة. قيل عنه: إنه شاعر اللهو والهوى والشباب، وقيل: هو شاعر المرأة بلا منازع. كان والده ملكاً على بني أسد، فعاش شاعرنا عيشة أبناء الملوك بما فيها من ترف ولهو وخمور وتغزل بالنساء، حتى غضب عليه والده فطرده من البلاد عندما أكثر من التعرض للنساء في شعره. فعاش مشرداً مع مجموعة من الصعاليك اجتمعوا إليه، فأصبحوا يجوبون البلاد ويطاردون الصيد، ويقضون أوقاتهم في اللهو واللعب.