واصل ملتقى نادي القصيم الأدبي السادس جلساته الاخيرة صباح الخميس الماضي، والتي سلط فيها الضوء على الشاعر امرئ القيس وشعره . وضمت أولى جلسات اليوم التي أدارها الدكتور حمد السويلم أربع ورقات هي " شعر امرئ القيس في نظر ناقدين من القيروان .ونقاد امرئ القيس في القديم نجم الدين الطوفي انموذجاً، والإشارات الدينية في شعر امرئ القيس، وشعر امرئ القيس في الدراسات النقدية المعاصرة ". و تحدث الدكتور الهدلق عن رأي ناقدين من القيروان في امرئ القيس وهما ابن رشيق وابن شرف، فذكر ما قاله ابن رشيق في كتابيه " قراضة الذهب " و" العمدة" عن امرئ القيس وما تميز به عن غيره من الشعراء، وبعض الأساليب البلاغية التي سبق إليها وقلده فيها عدد ممن جاء بعده. عقب ذلك تحدث الدكتور إبراهيم راشد مستعرضاً رأي الإمام الطوفي الشيخ الأصولي الذي عاش في القرن الثامن في شعر امرئ القيس، مبتدئاً بترجمة الطوفي مشيرا إلى هيمنة فكرة الأشباه والنظائر عليه عند دراسته لشعر امرئ القيس، فالطوفي درس تناص امرئ القيس مع نفسه، وسرقاته أو تشابهاته مع غيره من الشعراء، والصورة البيانية عنده. بعد ذلك عرضت الدكتورة فوزية العندس لمناهج القراءة التأويلية في معلقة امرئ القيس عند نقادها معددة مناهج تأويلها عندهم، والتي منها التأويل بالأسطورة مشيدة ببعض هذا النوع وواصفة بعضه بالتعسف والتمحل، ومنها التأويل بالرمز ومنها الرموز الوجودية التي تشكل عقل الإنسان وسر وجوده، ومنها التأويل بالبنيوية الذي يربط بين الموضوعات والصور الشعرية والبنى الأدبية، ووصمت بعضه بالتكلف والتعسف وافتقاده الإقناع والمنطق اللغوي، وايضاً التأويل بالعلوم حيث يفسّر ما يذكره امرئ القيس بالعلوم الطبيعية، ومنها التأويل النفسي، والتأويل بالمعادل . ثم تحدث الدكتور نادي شحاتة عن الإشارات الدينية في شعر امرئ القيس من خلال شعره، مستعرضا ديانة امرئ القيس، ومدى قدرة شعره على تصوير الواقع الديني في عصره. كما أقيمت الجلسة السادسة للملتقى بإدارة الدكتور عبدالله المعيقل الذي شكر نادي القصيم الأدبي على ملتقياته بوصفها علامة فارقة في ملتقيات المملكة الأدبية . وتناول الدكتور عبدالواسع الحميري في ورقته خلال الجلسة رمزية المرأة لكونها ملاذاً ومناصاً يسعى امرؤ القيس من خلاله إلى التحقق والوجود بحيث يمكنه من قول المختلف بشكل مختلف، فالمرأة عنده هي إمكانية رمزية للتحقق والكشف عن ذاته الدالة على تفرده وتفوقه على الآخرين وسيادتهم . من جانبه نفى الدكتور السيد حسونة في ورقته ما ذهب إليه جمعً من النقاد الذين وصفوا معلقة امرئ القيس بالتفكك وعدم الترابط وفقدان الوحدة . و تتبع الدكتور حسونة عناصر الربط في المعلقة، متحدثاً في التمهيد لذلك عن النص والنصية والسبك والحبك، ومركزاً حديثه على عناصر الربط عن طريق السبك، وذلك عبر الضمائر وحروف العطف والتكرار، مؤكداً على أن هذا الأمر ينفي دعوى التفكك الذي قال به أولئك الباحثون . تلى ذلك الدكتوره آمال يوسف متحدثة عن السرد والحوار عند امرئ القيس، مشيرة إلى أن هذا التنوع والمزج بينهما يهدف إلى حفز المتلقي على المشاركة والإبداع لذا يراوح الشاعر بينهما، فالسرد يسهم في إكساب النص طابع التصويرية عبر النفس القصصي وجذب انتباه القارئ والربط بين الأبيات ونقل التجربة من الذاتية إلى الموضوعية، كما أن الحوار يمسرح النص ويمده بالدفق الدرامي، ويزرع في النص علاقة جدلية حوارية تشخص الصراع والحركة في أجوائه. وأدار الجلسة السابعة الدكتور سلطان القحطاني التي ضمت ضمت ثلاث ورقات بدأها الدكتور عبدالحميد بدران بورقة تناولت أثر معلقة امرئ القيس في الشعر العربي الحديث، ملخصاً هذا الأثر في مستويين، مستوى الإعجاب والاحتذاء ومستوى الامتصاص والتحويل، مؤكدا أن الاحتذاء لم يكن على درجة واحدة من الجودة في نظره، بل كان الشعراء يتفقون أو يختلفون في احتذاء شعر امرئ القيس . ثم تحدث بعد ذلك الدكتور عبدالناصر هلال مشيراً إلى ثراء شخصية امرئ القيس الدلالي، وقدرتها على حمل تجربة الشاعر المعاصر، متحدثا عن شخصية امرئ القيس، مشيرا إلى أن امرأ القيس قد يحتل أحياناً إشارة عابرة وقد يكون جزءاً من النص وقد يكون ديواناً كاملا مثل الديوان الذي طبعه نادي القصيم الأدبي بهذه المناسبة، وهو ديوان " بين يدي امرئ القيس " لحسن الصلهبي . وتناول الدكتور عبدالحميد الحسامي امرئ القيس في الشعر اليمني من خلال قصيدة للشاعر عبدالعزيز المقالح، مشيراً إلى أن الشاعر حاول أن يستفيد من البعدين التاريخي والمعاصر . وقام الباحث بقراءة القصيدة من محورين محور البنية ومحور الرؤية، مبرزاً مافي القصيدة من تداخل الأجناس والأسطورة وتعدد الأصوات . وفي ختام الجلسات فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور .