أصبح الحديث عن الشأن الكروي للفريق الشبابي ومشاكله الفنية مملا ومملا جدا، خصوصا وهي تتكرر في كل جولة، دونما تعديل، وبلا حسيب أو رقيب، فاللاعبون الذين يجرون الويلات للفريق مازالوا هم المسيطرون على التشكيلة الأساسية، والشبان الذين يتوقون للمشاركة وجدنا من سلم منهم من الإعارة أو التنسيق، قد (تحنط) بالدكة من طول انتظار الفرصة. مؤلم لكل شبابي أن يشاهد أنياب ليثه وهي تتساقط في كل جولة، ومن منافسين كانوا سابقا يحلمون بالخسارة من الشباب بهدف أو هدفين، بل كان التعادل مع الشباب أشبه بالمعجزة. مؤلم لكل شبابي أن يرى هيبة فريقه تراق بأقدام لاعبين بل أشباه لاعبين، لا هم لهم سوى مقدمات العقود والرواتب الشهرية، ثم بعدئذ منهم من يهدد بالانتقال، ومنهم من مكسور من الداخل، ومنهم من يحتفي بجماهير الفرق الأخرى ويشيد بها، ومنهم من لا هم له سوى اللقاءات التلفزيونية وتوزيع الابتسامات! مؤلم لكل شبابي، أن يصبح الفريق مطببا لأوجاع المنافسين بعد أن كان يجرعهم الأسى والأنين، فشاهدنا لاعبو النهضة - وهو شبه الهابط - يشيرون بأيديهم بالرباعية، وقبلهم فعلها لاعبو الاتحاد ومثلهم الهلال، في حين كان الليث أقل كرما مع الشعلة فأكرمهم بثلاثية. لن أتحدث عما يحتاجه الفريق فقد كتبت بهذا الاتجاه الكثير والكثير، بل إني عنونت أحد مقالاتي قبل شهر ونصف الشهر ب(الشباب ينافس النهضة على الهبوط) ووقتها غضب الشبابيون من مقارنتي لفريقهم بالنهضة، ليأتي الرد ليس من لاعبي الليث على ما ظنوه إساءة، بل تكفل لاعبو النهضة بتأكيد المقولة بل وربما الغضب من مقارنتهم بالشباب! أخيرا أغلب الشبابيين يتساءلون: هل كان الرئيس الشبابي دقيقا وهو يتحدث بأحد لقاءاته بأنه لن يخرج إلا وجمهور الشباب يقول له: (بيّض الله وجهك) أم أنه كان يقصد ما سيقوله له محبو الفرق الأخرى بعدما وصل حال الشباب إلى ما وصل إليه؟ نعم لم ولن ينكر أي شبابي ما قدمه الأستاذ خالد البلطان للشباب من فكر وجهد ومال طوال السبع سنوات الماضية، حتى أصبح الليث قبلة البطولات في كل عام، وأضحى المدرج الشبابي مُشاهدا ومتناميا، وأمسى صوت الشباب في المنابر والبرامج قويا، ليمنح محبو النادي الأستاذ خالد البلطان - نظير ما قدمه وما أنجزه - لقب الرئيس الظاهرة، وهو يستحق ولا شك فيكفيه فخرا أنه رئيس الفريق صاحب السجل الأطول بعدم الخسارة بوصوله للرقم 34 مباراة وهو ما عجزت عنه فرق كثيرة ولعل آخرها النصر الذي توقف بخسارته من الهلال عند الرقم 32 مباراة، لذلك كلي أمل أن تكون نهاية الرواية سعيدة للرئيس الظاهرة كما كانت بدايتها حتى لا يشوه ذلك العمل الجميل. هل من جديد في آسيا؟ نسخة جديدة من بطولة آسيا للأندية تستهل اليوم، بمشاركة أندية الشباب والهلال والاتحاد والجديد على القارة الفتح، نسخة لا أدري هل ستحمل جديدا لكرتنا المحلية، أم ستكون كسابقاتها المحملة بالخسائر والخروج والفشل؟ كل ما يخشاه الوسط الرياضي السعودي أن يكون هذا العام الأسوأ للفرق السعودية في البطولة، كيف لا والشباب والاتحاد والفتح لم تقدم في الدوري المحلي ما يقنع محبيها؟ بل كان مرمى تلك الفرق مسرحا للأهداف؟ ودفاعاتها شوارع لانطلاقات المهاجمين؟ بل إن الشباب والاتحاد غيروا هذا الموسم أكثر من 3 مدربين، في حين مازال الفتح باقيا على مدربه التونسي فتحي الجبال الذي فقد مع فريقه الكثير من بريق العام الماضي، وليس الهلال ببعيد عن حال تلك الفرق، فباستثناء فوزه الأخير على النصر، لم يعد بقوة الأعوام السابقة ففقد بطولته المحببة كأس سمو ولي العهد وخسر الكثير من حظوظه في الدوري بعد خسارته من الشباب. ولذلك فلا شيء - صراحة - يبعث على التفاؤل حول ما يمكن أن يقدم، خصوصا أن تلك الفرق في عز وهجها الفني في أعوام سابقة كانت تخرج من الأدوار المتقدمة دونما تحقيق البطولة، لكن ما يخفف الأمر أن البطولة ستيسر بمسار منفصل عن الشرق حتى المباراة النهائية، وهي المبعث الوحيد على التفاؤل، خصوصا إذا ما تجاوزت تلك الفرق دور المجموعات ثم استثمرت الصيف بالعمل الكبير والفني على مستوى التعاقدات والانتدابات التي تعيد للفرق الكثير من قوتها التي فقدت، بالتوفيق لممثلي الوطن. تمريرات * (طرق) الرياضة من الأبواب الخلفية.. بعد أن عجز أن يثبت نفسه في الفن من الأبواب الأمامية.. يحاول أن يلعب دور الساخر في برنامجه.. فأصبح الكل يسخر من سذاجته. * (قانوني) لم يكسب قضية واحدة.. ومع هذا يتنقل من قناة لقناة لينظر بالقانون ويتحدث في الشأن الرياضي.. قتله الفشل ومع هذا مازال يهرول خلف الفلاشات. * إعلام (راقي).. بمطالبته بمعاقبة اللاعب فرناندو - وهو يستحق العقاب - لإشارته بيده.. الغريب ذات الإعلام هو من برر لبعض الجماهير خطأها عندما رفعت النقود أمام الملأ بوجه الحكم فهد المرداسي قبل أعوام. خاتمة: لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت.