لنتحدث بالصراحة كلها وبعيداً عن المكابرة ودفن الرؤوس في الرمال فهل هذا الفريق الشبابي الذي نشاهده أمامنا الآن في دوري المحترفين السعودي هو نفسه فريق الشباب القوي المتكامل الصفوف والذي كان في العام المنصرم والذي يهز الأرض طولاً وعرضاً أمام منافسيه ويزرع الهلع والفزع في نفوسهم قبل أن تحين ساعة النزال؟ بالطبع نكون مكابرين إن قلنا هو الفريق الشبابي الذي عرفناه وألفناه لنكن واقعيين ونقول الحقيقة مجردة من كل الرتوش والشكليات فالفريق الأبيض الذي نراه الآن لا يحمل من الليث الشبابي سوى اسمه وشعاره الأبيض الممزوج بالأسود أما غير ذلك فلا وألف لا وهذه حقيقة ماثلة باتت واضحة لكل ذي عين بصيرة وهي الحقيقة التي لا يتناطح فيها كبشان فلاعبو الشباب افتقدوا في هذا الموسم لأهم وأمضى أسلحتهم وهي سلاح الغيرة على الشعار والروح القتالية واللعب بروح غير روح الشباب بدرجة جعلت من أدائهم في الكثير من المباريات مسخاً مشوهاً ودوننا مباراة الفريق قبل الأخيرة أمام النصر والتي انتهت بنتيجة سلبية مملة ومن ثم مباراته الأخيرة أمام الهلال والتي كان فيها الفريق صيداً سهلاً ودائرة مضمونة للهلاليين كان من الممكن أن ينزلوا بالشباب هزيمة ساحقة تتحدث بذكرها الركبان ولكن الهلاليين كانوا كرماء لجيرانهم واكتفوا بالهدفين اللذين انتهت عليهما المباراة. لقد لعب الشباب عشر مباريات في الجولة الأولى من المسابقة لم يحقق الفوز إلا في خمس مباريات كانت أمام نجران 2×1 وأمام الوحدة 4×2 وأمام الاتفاق 1×صفر وأمام الوطني 2×صفر وأمام الحزم 2×صفر فيما انهزم في أربع مباريات كانت أمام الأهلي 1×2 وأمام الاتحاد 1×2 وأمام الرائد 2×4 وأخيراً أمام الهلال صفر ×2 ومن ثم تعادل في مباراة واحدة كانت أمام النصر صفر ×صفر فهل يعقل أن يتعرض فريق في قامة الفريق الشبابي ثالث الترتيب في الموسم الماضي وبطل مسابقة كاس ولي العهد إلى الهزيمة في أربع مباريات في الجولة الأولى ولاتزال هنالك مباراتان متبقيتان في الجولة لا ندري ماذا سيحدث له فيهما إنه لأمر غريب ومحير ويدعو إلى الدهشة بالفعل. ولاندري بكل صراحة أين تكمن مشكلة الفريق الشبابي هل هي في مدربه بومبيد الذي وضح أنه لا يجيد القراءة السليمة لمجريات أحداث المباريات ولا يعرف كيف يتفاعل مع المتغيرات التي تجابهه أثناء سير المباريات أم في لاعبيه الأجانب المستهلكين كلاوديو وبوفيواللذين باتا خصما على الفريق الشبابي أم هي في غياب اللاعب المحترف البرازيلي كماتشو الذي وضح أنه يمثل نصف قوة الفريق الشبابي أم أنها تتمثل في تواضع مستوى لاعبيه المحترفين الوطنيين والهواة الذين تراجعت مستوياتهم بصورة مزعجة ومخيفة تدعو إلى الشفقة وبخاصة هداف الفريق ناصر الشمراني الذي بات في عداء مستفحل مع الشباك. لقد تضافرت كل هذه المسببات وقادت الفريق الشبابي إلى الشيخوخة المبكرة والتي قد تبعده من الصعود إلى منصات التتويج في كل مسابقات الموسم الحالي إن لم تعمل الإدارة الشبابية بقيادة ربان السفينة الماهر القبطان السعودي الرائع خالد البلطان والذي عرف برجاحة عقله وسلاسة أسلوبه في التعامل مع كل القضايا الشبابية التي تعترض مسيرة الفريق برؤية متقدة وعقلانية كبيرة بعيدة عن ذر الرماد في العيون أننا ننادي بعودة سريعة لليث الشبابي حتى يكون قادراً على أن يسترد عافيته وعنفوانه إذ إن عافية الليث تمثل القوة الضاربة لدوري المحترفين السعودي وضعفه وهزاله وتراجعه عن أداء دوره الريادي في خارطة الكرة السعودية من شأنه أن يلقي بظلاله على شكل الدوري السعودي والكرة السعودية بوجه عام بحكم أن الشباب يمثل أحد أضلاع المربع الماسي في دوري المحترفين السعودي وللشبابيين في كل مكان ولكل من يهمه أمر الشباب نسوق هذه الأسطر ونقول للشبابيين هنالك حاجة غلط في الليث الأبيض يجب تداركها قبل فوات الأوان وقبل أن تقع الفأس في الرأس وتضيع الطاسة الشبابية ويعود الليث الهصور إلى عهود التيه والانغلاق تلك العهود التي كان الشباب يمثل فيها دور الكومبارس بعيدا عن منصات التتويج والمشاركة في حصد البطولات مناصفة مع الأربعة الكبار الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والحديث برمته نسوقه لرجل الشباب الأول وقائد المسيرة الأستاذ خالد البلطان لكي يأخذ من بين سطوره ماهو نافع للمسيرة الشبابية ويرمي بالطالح منه إلى قارعة الطريق فهدفنا الأول والأخير هو رؤية شباب شاب قادر على المواجهة والصمود وتحقيق الانجازات وألا يكون لقمة سائغة لفرق المقدمة تنال منه حيث تشاء ويقيني أن كبير الشبابيين الأمير خالد بن سلطان لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الفريق الشبابي يسير بخطى وئيدة نحو مصيره المظلم الذي يخشاه كل محب وعاشق للكيان الشبابي فهو قطعا سيتدخل في الوقت المناسب قبل أن تضيع المعالم الشبابية. فاصلة أخيرة بعد عطيف عاد العبيلي فيصل ليغترف نفس الحماقة التي أقدم عليها عبده عطيف وهو قطعا سينال جزاءه من لجنة الانضباط ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو أين الإدارة الشبابية من مثل هذه الممارسات الخاطئة التي بات لاعبو الشباب يقدمون عليها من مباراة إلى أخرى في خروج ظاهر عن النص وعن الروح الرياضية السمحة التي كان لاعبو الشباب فرس رهانها الأصيل إننا ننتظر وقفة صلدة وصامدة من الإدارة الشبابية تجاه ما حدث من العبيلي وعطيف وذلك حتى لا تكون تلك الظاهرة الغريبة على الشبابيين ماركة مسجلة باسم لاعبي الشباب وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع الشبابي يجب ألا تطل برأسها من جديد.