لعلها خيرة - مثلما يُقال - ما حدث لفريق الهلال في المباراتين الماضيتين، فالهلال كان بحاجة لمثل هاتين الهزتين وإن كانتا مؤلمتين بعض الشيء لعشاقه ولمحبيه، ليتنبه القائمون عليه لعوامل النقص ونقاط الضعف التي يشكو منها الفريق، ولتكون الأمور أكثر وضوحاً من ذي قبل، وإن كنت أرى أن هذه الأمور كانت واضحة تماماً للمدرب الوطني سامي الجابر حتى وإن أظهر غير ذلك، وهذا من حقه كمدرب دوره زرع الثقة في لاعبيه خصوصاً أن الوقت السابق لا يسمح بأية تعاقدات أو استقطابات جديدة للفريق..! لقد أثبتت المباراتان الماضيتان هشاشة الدفاع الهلالي دون جدال حيث يحتاج لإعادة نظر، ولعل ما حدث (خيرة) وكما أسلفت لتصحيح هذه الأوضاع ليس من أجل منافسات دوري جميل والمنافسات المحلية الأخرى، بل ومن أجل بطولة أبطال آسيا التي سيخوض الهلال والفتح والشباب والاتحاد معتركها هذا الموسم.. هذه البطولة التي استعصت على الهلال كثيراً والتي يعوّل عشاق الهلال كثيراً على سامي الجابر أن يطوّعها للزعيم مثلما طوعها وزملاؤه آنذاك حينما كان لاعباً، لكن أحوال الهلال الفنية في الوقت الراهن لا تدعو للتفاؤل كثيراً في ظل مستوياته المتذبذبة وهو الذي سبق وأن خسر من الرائد وفاز بصعوبة بالغة على التعاون والفيصلي، وفقدَ الصدارة بخسارته من النصر وتعادل مع الشعلة.. ومثل هذه النتائج وبكل تأكيد لا تدعو للتفاؤل كثيراً بل إنها تُنذر بخروج مبكر من البطولة الآسيوية، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، ناهيك عن صعوبات كبرى ستواجهه محلياً في ظل هذا المستوى. ما ذكرته آنفاً.. يتطلب التحرك الجاد لتصحيح أوضاع الفريق بدءاً ببعض العناصر الأجنبية خصوصاً المدافع والمحور، ومروراً بتغيير الجهاز الفني بقيادة الجابر لبعض قناعاته في بعض اللاعبين، وأبرزهم العابد الذي يحتاج لوقفة إدارية قبل أن تكون فنية لعلها تعيده لمستواه.. وانتهاء بالدور الإداري الذي كان غائباً في الفترة الماضية والمتمثّل بغياب رئيس النادي الذي كان بعيداً عن المشهد لتواجده خارج المملكة، فرئيس النادي كولي الأمر الذي يجب أن يكون حاضراً وقائماً على شئون بيته واحتياجات أسرته، فدوره مؤثر للغاية ومتى ما غاب ولي الأمر وطال غيابه تأثرت أسرته وتداعت المشاكل في بيته..! وأخيراً.. ما حدث للهلال في المباراتين الماضيتين والذي أدى لتراجع الفريق أربع نقاط عن المتصدر، وما نتج عنه من ردود أفعال لدى عشاق الزعيم وإن تفاوتت حدتها ما بين المتطرف والعقلاني أرى أنه الدرس الأخير.. ولعل القائمون على الفريق من جهاز فني وإداري، ومن خلفهم إدارة النادي قد استوعبوا هذا الدرس جيداً لتصحيح أوضاع الفريق الفنية قبيل النصف الآخر والمهم من هذا الموسم، ولا شك أن الهلال برجاله قادرون على التصحيح وتجاوز عنق الزجاجة الحالي خصوصاً أن الوقت لم يدركهم بعد، أما إن ادركهم ولم تتغير أحوال الفريق، فجماهير الهلال لا ترحم..! على عَجَل سابقاً.. حينما يُهزم الهلال في إحدى المباريات يأتي في المباراة التالية، فيلتهم الفريق المقابل نظراً لشعور اللاعبين بالخطأ الجسيم والمسئولية التي وقعت على عاتقهم.. أمام الشعلة اختفى هذا الشعور..! هل هي الحاجة الماسة.. أم النظرة الفنية التي جعلت من المدافع سلطان الدعيع أساسياً أمام الشعلة، وأياً كان السبب.. فمستوى هذا اللاعب يُنبئ عن مستقبل مشرق ينتظره إذا ما وجد الرعاية والاهتمام اللازمين مع حرصه شخصياً على تطوير نفسه. أثبت مدرب النصر كارينيو بما لا يدع مجالاً للشك هشاشة دفاع فريق الهلال..! قبل عدة أسابيع ومن خلال هذه الزاوية ذكرت أن فريق الهلال بحاجة ماسة لمدافع سوبر يقود الخط الخلفي للهلال ويسهم بارتقاء أداء المدافعين الآخرين، وأن الكوري هوان ليس ضالة الدفاع الهلالي بل إنه - من وجهة نظري - أقل من مستوى ماجد المرشدي الذي يفوقه فنياً بكثير..! يقول مدرب الشعلة: لعبنا على نقاط ضعف الهلال وقبله قالها مدرب النصر.. مثل هذه الآراء لم نعتدها من قبل، ففي السابق كانت الفرق تفوز على الهلال نتيجة أخطاء بعض اللاعبين، وليس بسبب نقاط ضعف بالفريق..! يختلف الهلاليون كثيراً عن غيرهم، فحينما يخسر أو يتعادل فريقهم ينتقدونه ويطالبون بالتصحيح بينما يلجأ المنافسون لتبرير خسائرهم وتعليقها على شماعة التحكيم..! تفرغ قائد النصر حسين عبد الغني لدوره القيادي والفني داخل الملعب أمام الهلال والاتحاد وحافظ على هدوئه فقاد فريقه لفوزين كبيرين وثمينين أمام أقوى المنافسين، وكان نجماً في هذين اللقاءين. لقد أخطأ المعلق محمد غازي صدقة دون شك، وسبق أن انتقدناه من قبل على بعض تجاوزاته، لكنني لا أؤيد إقالته فهناك عقوبات رادعة ومؤثرة وسيكون لها مردود إيجابي على هذا المعلق الذي مازال شاباً بعيداً عن (قطع الأرزاق). وأخيراً.. استراح محمد الفايز وأراح، ولو علمت جماهير الأندية بمعاناة رؤسائها وما يتحملون من أعباء وما يتكبدون من مشقة وتعب خصوصاً أنهم متطوعون لشكروهم بدلاً من أن يهتفوا ضدهم أو يرموهم بعلب المياه..! مَنْ هو صاحب النظرة الفنية الثاقبة الذي اختار إيفولو ليلعب لنادي التعاون..؟! تطورَ الصراع بين الأهلي والشباب من الملاسنات بعد وقبل لقاءاتهما إلى صراع داخل الملعب وقع ضحيته هذه المرة هداف الشباب ونجمه نايف هزازي..! النجم والهداف نايف هزازي: أجر وعافية وما تشوف شر - إن شاء الله -.