مساء يوم أمس الأول انهار سقف مسرح (ابولو) الشهير وسط لندن، ومساء الخميس ذاته حدث انهيار جزئي لكوبري على طريق الدمام - الرياض!. طبعاً من الظلم المقارنة بين الانهيارين فالأول حدث لسقف مسرح تم بناؤه العام 1901م في حي (سوهو) اللندني، ولا أعرف هل المقاول الذي أقام هذا المسرح لازال على قيد الحياة أم لا، والثاني وقع في منطقة صحراوية (لكوبري حديث) من المؤكد أنّ مقاوله حي يرزق، وهنا يأتي تفوّقنا في الانهيارات السريعة، واستخدام (مقاولينا) لخرسانة فعّالة ومتفاعلة!. انهيار المسرح أوقع 88 جريحاً لأنّ الجمهور اعتقد أنّ ما يحدث للسقف هو جزء من مسرحية (تتحدث عن حوادث الليل) مخصصة للأطفال الانطوائيين، قبل أن يكتشفوا أنه انهيار حقيقي لسقف المسرح، وقد أعلنت الشرطة عن الحادث في حينه من خلال تغريدة لها عبر تويتر!. أما الكوبري فبحمد الله وبفضل الحيطة والحذر، وحنكة وحكمة قائدي المركبات المسافرين، تم تقليص إن لم يكن القضاء على حوادث الليل، بفضل كاميرات (ساهر) المنتشرة على طول الطريق، حيث لم تحدث أي إصابات لأنّ الجميع تمكن من معرفة أنّ ما حدث هو انهيار حقيقي للجسر، وليس جزءاً من مسرحية أو غيره، فقيادة السيارة على طرقاتنا تحتاج قدرة خاصة على (توقع كل شيء) مزاحمة جمل لك في الطريق! انهيار جسر! تحوُّل الطريق إلى بركة سباحة! الجميل أنّ الصور تم تناقلها عبر تويتر خلال ثوانٍ، وأسرع من شرطة لندن!. وهنا أقترح على وزارة النقل وضع شرط جديد في (كراس المنافسة) لدخول أي مشروع، بتصوير مراحل البناء والتنفيذ لهذا المشروع على طريقة (TIME LAPSE) قبل ترسيته على أي (هامور)، لكي يتم التأكد من تنفيذه بالمواصفات المطلوبة!. نحن محترفون في تصوير المشاريع بعد تنفيذها، بينما الأهم - برأيي - أن يتم تصويرها قبل التنفيذ وأثناءه، لمتابعة العمل، ويمكن وضع هذه الأشرطة كأرشيف مع التصاميم للرجوع إليها عند الحاجة، للتعرف على خيوط العلاج والأسباب، وصور المقاول الرئيسي ومقاول الباطن، لتلافيهما، ومحاسبتهما قبل التعامل معهما مستقبلاً!. لو كان مقاول (ابولو) حي يرزق هل سيحاسبه الخواجات على سوء التنفيذ؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.