برحيل الشاعر المبدع والمفكر الاقتصادي الناشط الدكتور أسامة عبدالرحمن، فقدت المملكة أحد أبرز أدبائها ومفكريها، ومن صفوة أدباء المدينةالمنورة المبدعين.. حين قرأت خبر وفاته في الصحف، تذكّرت كيف كانت تلك الصحف تنشر قصائده المتميّزة في صفحاتها الأدبية، وكان - رحمه الله- .. من الشعراء المقلّين لقصائده المصاغة في رونق وأصالة، ما يجعلنا نتأمل طويلاً معانيها، ونسبح في خيالاتها، لذلك لقي ديوانه الأول (واستوت على الجودي) صدى واسعاً في الأوساط الأدبية واحتفى بقصائد ذلك الديوان الكثير من النقاد. وأتبع ذلك الديوان بديوان آخر كان من أوائل إصدارات مؤسسة تهامة التي نهضت بمشروع سلسلة (الكتاب العربي السعودي) التي تولت نشر تراث الأدباء الأوائل.. وأحدث إصدارات الأدباء السعوديين، وكان ديوان الدكتور أسامه عبدالرحمن (شمعة ظمأى) من بين تلك الإصدارات التي استهوتني واستهوت الكثير من الأدباء في أوائل الثمانينيات الميلادية، وقد تضمن الديوان الكثير من القصائد التي صنفت ما بين قومي ووطني ووجداني، وإخوانيات وإسلاميات. ومن بين ما أعجبت من قصائد ذلك الديوان ما كان مستوحى من ذكرياته في أرض طيبة، وما نظمه وأبدعه من وحي المدينة النبوية، ومنها قصيدة جبل أحد التي يقول في مطلعها: أحد.. أحبك يا أحد من قال إنك لا تحب؟ تاريخك الوضاء نقرؤه.. سطوراً من ذهب وقصيدة وقفة على العقيق وفيها قوله: يا شعر كم لك في واديه من نغمِ قيثارةُ المجد ما زالت تُغَنّيه فأسأل عن الحب أطلالاً مبعثرة وأسأل لياليه..ما ضمت لياليه الدكتور أسامه عبدالرحمن.. مفكر اقتصادي له رؤيته البعيدة، في قراءة الخطط الإستراتيجية في مجال التنمية، وله بحوثه الأكاديمية والتخصصية المتميزة، وأكثرها يصب في نقد الواقع واستشراف الرؤى المستقبلية الأكثر صدقاً وواقعية، في مجال التنمية والاقتصاد. وقد اختلف معه العبض، لكن الأكثرية اهتموا بقراءاته كاهتمامه بإبداعه الشعري الذي ابتعد عنه في سنواته الأخيرة. رحم الله الدكتور أسامة.. الذي خسرنا برحيله شاعراً ومفكراً رائداً، وأودعه ببيت كان من أجمل أبياته الشعرية في مناجاته وتسبيحاته.. رباه.. أنت المرتجى رباه.. أنت الملتجا رباه من يدركه عف وك أو رضاك فقد نجا