ودعنا شهر رمضان الماضي رجل الدولة والمبدع الدكتور غازي القصيبي، وحفل هذا الشهر الفضيل بالترحم عليه واستذكار سيرته في «حديقة غروبه الأولى» وسط شروق خالد لحروفه وتاريخه. لعل أصدق ما يعبر عن إحياء ذكراه كما يليق بمبدع بحجمه تتويج سيرته بنفس الأدوات التي عشقها ومنحها الكثير من وقته كالحرف والكتاب وأوجه الإبداع والتدوين حتى أصبح أحد أهم الرواد في مجال الأدب والثقافة. لئن كان الراحل عن دنيانا في دار الحق فإن حروفه الخالدة وما يطوقها من سيرته العاطرة ستبقى بيننا، والشكر غامر لدور النشر أو المهتمين بتبني إصدارات وكتب تتعلق أو ترتبط بسيرته وتجارب الناس معه، منها إصدار بعنوان «غازي القصيبي الحاضر الغائب في ذاكرة القلم» كتب بأقلام بعض مجايلي القصيبي الذين شهدوا جوانب مختلفة من تجربته الإنسانية والمهنية والأدبية، ويعرض الكتاب نحو 100 مقال، وسبع قصائد هي (مختارات) مما كتب في تأبينه نثرا وشعرا، وقدم له وأشرف على طباعته عبدالرحمن بن محمد السدحان.. إلى جانب ديوان شعري يحمل عنوان «وفاء لغازي القصيبي» وهو مجموعة قصائد لشاعر سوري.. كم جميل أن تخلد ذكرى تأبينه بعد عام في إصدارات، اعتبرها رسالة وفاء مستحقة، وأتمنى تدريس إبداعه في مناهجنا خاصة ما يتعلق بطرق وأساليب الإبداع في مجالات مثرية لحقول الأدب والتنمية وغيرها. لاحظت أن روايات جميع من تذكروه عبر سرد مسيرته أو مواقف حدثت معه في الإعلام المرئي تعد شهادات تستحق التدوين أيضا، من جانب آخر لا أحد يتحدث عن القصيبي بشغف ووفاء كما يفعل الأديب والإعلامي عضو مجلس الشورى حمد القاضي، ما حرضني أثناء متابعة لقاء معه عبر قناة الثقافية عندما استعاد ذكرى الراحل على العودة إلى إصدارات وقصائد القصيبي. وجدت رائعته «حديقة الغروب» تعبر بصدق عن رغبته في الرحيل وهي قصيدة تستحق إعادة تذوق معانيها.. أترككم مع ملامح الوطن في حروفه مع دعوة للاطلاع على القصيدة كاملة.. ويا بلادا نذرت العمر.. زهرته لعزها.. دمت.. إني حان إبحاري تركت بين رمال البيد أغنيتي وعند شاطئك المسحور. أسماري إن ساءلوك فقولي: لم أبع قلمي ولم أدنس بسوق الزيف أفكاري وإن مضيت.. فقولي: لم يكن بطلا وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز239 مسافة ثم الرسالة