سجل "نادي القراءة" حضورا لافتا بأمسية قرائية في ختام الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب استضاف فيها عدد من الشعراء والقاصين في حلقة بعنوان "الإصدار الأول بين الهامش والمغامرة" وذلك بحضور الطلاب من نادي القراءة ونادي الصحافة ونادي التصوير بجامعة جازان. وقد تم خلال الأمسية التي أدار دفة حوارها شاعرعكاظ إياد حكمي استعراض تجربة الإصدار الاول والمعوقات التي واجهة الضيوف خلال فترات زمنية مختلفة حيث تحدث في البداية أحمد الحربي رئيس نادي جازان الأدبي سابقا، الذي تناول بداياته من خلال مجموعة قصصية قام بتسليمها للنادي كما هي على حد قوله دون تعديل أو اهتمام مما جعلها تمكث تسع سنين دون طباعة.. مشيرا إلى أن الديوان الأول هو أحد المراحل المهمة لأي شاعر ودائما ما تكون الطباعة هاجسا مخيفا وملازما للمرحلة ولكن في النهاية على أي شاعر أو قاص ألا يستهين بما يكتبه حتى لو كان هزيلا. أما الشاعر أحمد السيد عطيف فلم يكن في باله يوما من الأيام أن يطبع ديوانا على حد قوله بحكم اطلاع الكثير من أصدقائه على ما يكتب، وبالتالي كان ذلك كافيا من وجهة نظره في تلك المرحلة.. إذ أردف قائلا: من الصعب أن يكتب الشاعر قصيدته وفي باله أن يؤرخ عنه وعندما طبعت ديواني كانت آخر قصيدة عمرها عشر سنوات. ولم تكن تجربة الشاعر عبدالرحمن موكلي أحسن حالا من الحربي وعطيف، حيث يرى أن العملية الإبداعية مستمرة من خلال التعديل في القصيدة أو الديوان، مبينا أن اتجاهه لدور النشر في طباعة ديوانه الأول لقناعته بأن المؤسسات الرسمية لا تصنع المبدعين ولا تقدم كلما يؤملونه منها.. موضحا بأن طباعة ديوانه الأول كانت صدمة قوية له لأنها كانت سيئة جدا ولم يفتح منها سوى نسخة واحدة. ثم تحدث الشاعر علي الأمير والذي وصف المداومة على الكتابة لا تصدر إلا من شاعر محترف وحينها يكون مطالبا بالمواكبة من خلال الاصدارات.. واصفا تجربته مع إصدار ديوانه الأول بقوله: أقيمت مسابقة في نادي جازان الادبي وشاركت فيها وفزت حينها بالمركز الأول مناصفة مع الدكتور حسن حجاب -وكيل جامعة جازان الحالي- وكان من ضمن الجوائز أن تطبع المشاركة الفائزة وبالفعل طبع ديواني الأول رغم ما لحق به من تدخلات خاصة مع تغير مجلس إدارة النادي الذي طالبني حينها بالاستغناء عن بعض المفردات في الديوان. أما الشاعر الدكتور محمد حبيبي فروى المعاناة التي يمر بها كل من يفكر في طباعة ديوان في الزمن القديم في ظل انعدام وسائل التقنية الحديثة، وكيفية كان الاعتماد على البريد للمراسلة بين دور النشر وأي شاعر لمتابعة ديوانه، إلى جانب ما يتطلبه ذلك من الوقت الذي ينقضي في ذلك الزمن قبل طباعة الديوان.. مبينا بأنه لا عذر للجيل الحالي من استغلال التقنية والتواصل مع الدور لطباعة اصدراتهم. بعد ذلك استعرض القاص العباس معافا تجربة البدايات وكيف أن أي مبدع يحاول تفريغ إبداعه دون التفكير في الطباعة مبينا بأنه مع الوقت تصل الإصدارات إلى مرحلة النضوج.. تلاه مشاركة الشاعر والقاص أيمن عبدالحق مخالفة تماما للشاعر الموكلي حين قال: إن المؤسسات الأدبية الرسمية لا تصنع أديبا حيث يرى عبدالحق أن اثنينية النادي الادبي بالمنطقة ساهمت بشكل كبير في صقل موهبتة من خلال احتكاكه بكبار الأدباء والمثقفين في النادي. وفي ختام اللقاء أوضح المشرف على نادي القراءة بالجامعة حمزة كاملي، أن اللقاء كان خطوة لتعريف الطلاب المهتمين بالنشر وتحفيزهم على طباعة إصدارهم الأول.