لا يخفى على الجميع ما توليه المملكة العربية السعودية من عناية، واهتمام، ورعاية، لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين في جميع المجالات. ومن تلكم المجالات مجال خدمة بيوت الله - تعالى - الذي أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، وجعل - سبحانه - إعمارها دليلاً على الإيمان، فقال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة, وتشمل العناية ببيوت الله تعالى، إعمارها، وبناءها، وترميمها، وصيانتها. ومن أوجه عناية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين: برنامج خادم الحرمين الشريفين لترميم المساجد والجوامع، الذي كان من نتائجه الرائعة شموله - إلى الآن - (647) مسجداً وجامعاً تم استلام نسبة كبيرة منها، والباقي يجري العمل فيه على قدم وساق، وسيتم إنجازه في وقت قريب، إن شاء الله. وقد يظن بعض الناس أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقافوالدعوة والإرشاد قد تأخرت في إنجاز هذا البرنامج العظيم، ومرد هذا أنهم يظنون أن عملية الترميم تقتصر على بعض الإصلاحات، والطلاء، وغير ذلك من الأمور الشكلية. والحقيقة أن الأمر أوسع، وأكبر من ذلك، فإن هذا البرنامج امتاز بتعديل جميع المساجد والجوامع التابعة للمشروع؛ لتشتمل على خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة (عمل منزلقات، ودورات مياه خاصة)، كما أن عمليات الترميم للمساجد والجوامع تميزت بالشمولية للمناطق كافة، والمحافظات، والمراكز كما شملت كل العناصر المتعلقة ببيوت الله في جميع جوانبها (من تغيير للفرش، والتكييف، والتمديدات الكهربائية، والسباكة، والدهان)، وتوسعة بعض المساجد والجوامع التي توجد في المناطق المزدحمة بالسكان، كما شملت عملية الترميم توسعة لأبواب المساجد والجوامع، وعمل فواصل زجاجية عند المداخل للمحافظة على تكييف المسجد (قواطع زجاجية) للمساجد والجوامع، وفي الجوامع لفصل مصليات الجمعة عن مصليات الفروض؛ لغرض ترشيد استهلاك الكهرباء، ورفع زيادة الأحمال الكهربائية لبعض المساجد والجوامع التي تحتاج إلى رفع أحمال، وتغيير وحدات التكييف إلى وحدات منفصلة (دولاب) في نسبة كبيرة من الجوامع والمساجد التابعة للبرنامج، وتوحيد ألوان الدهانات في المراكز والمحافظات، وفي المدن الكبيرة، وتوحيد ألوان الفرش، ونوعيتها في كل المساجد والجوامع التابعة للبرنامج، وعمل تهوية طبيعية لدورات المياه، بمقاسات مقبولة. وإذا اتضحت حقيقة البرنامج، وأعماله، ومنجزاته، والغايات المقصودة منه، فإنه يتبين أن الوزارة لم تتأخر في إنجاز البرنامج، بل أعطته من الوقت والحيز الزماني ما تتطلبه نوعية العمل، وكميته، ودقته، وإتقانه، لأن ترميم بعض المساجد، والمحافظة على طابعها المعماري المتميز قد يأخذ من الوقت أكثر مما يأخذه بناء مسجد جديد، كما هو معروف، مع الاعتراف بأن البرنامج واجهته بعض الصعوبات والعراقيل في بعض المناطق.. والله ولي التوفيق.