لا يخفى على الجميع ما توليه المملكة العربية السعودية من عناية , واهتمام , ورعاية , لكل ما يخدم الإسلام والمسلمين في جميع المجالات . ومن تلكم المجالات مجال خدمة بيوت الله تعالى الذي أذن الله أن ترفع , ويذكر فيها اسمه , وجعل سبحانه إعمارها دليلا على الإيمان، فقال : (إنّما يعمرمسجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلواة وآتى الزكواة ولم يخش إلا الله), وتشمل العناية ببيوت الله تعالى , إعمارها , وبناءها , وترميمها , وصيانتها . ومن أوجه عناية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين : برنامج خادم الحرمين الشريفين لترميم المساجد والجوامع , الذي كان من نتائجه الرائعة شموله إلى الآن (647) مسجدا وجامعا تم استلام نسبة كبيرة منها , والباقي يجري العمل فيه على قدم وساق , وسيتم إنجازه في وقت قريب ، إن شاء الله . وقد يظن بعض الناس أن وزارة الشؤون الإسلامية قد تأخرت في إنجاز هذا البرنامج العظيم , ومرد هذا أنهم يظنون أن عملية الترميم تقتصر على بعض الإصلاحات ، والطلاء , وغير ذلك من الأمور الشكلية. والحقيقة أن الأمر أوسع , وأكبر من ذلك , فإن هذا البرنامج امتاز بتعديل جميع المساجد والجوامع التابعة للمشروع ؛ لتشتمل على خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة (عمل منزلقات, ودورات مياه خاصة) , كما أن عمليات الترميم للمساجد والجوامع تميزت بالشمولية لكافة المناطق ، والمحافظات ، والمراكز كما شملت كافة العناصر المتعلقة ببيوت الله في جميع جوانبها ( من تغيير للفرش ، والتكييف، والتمديدات الكهربائية ، والسباكة ، والدهان ) ، وتوسعة بعض المساجد والجوامع التي توجد في المناطق المزدحمة بالسكان ، كما شملت عملية الترميم توسعة لأبواب المساجد والجوامع ، وعمل فواصل زجاجية عند المداخل للمحافظة على تكييف المسجد(قواطع زجاجية) للمساجد والجوامع ، وفي الجوامع لفصل مصليات الجمعة عن مصليات الفروض ؛ لغرض ترشيد استهلاك الكهرباء ، ورفع زيادة الأحمال الكهربائية لبعض المساجد والجوامع التي تحتاج إلى رفع أحمال ، وتغيير وحدات التكييف إلى وحدات منفصلة (دولاب) في نسبة كبيرة من الجوامع والمساجد التابعة للبرنامج ، وتوحيد ألوان الدهانات في المراكز والمحافظات ، وفي المدن الكبيرة ، وتوحيد ألوان الفرش ، ونوعيتها في كافة المساجد والجوامع التابعة للبرنامج ، وعمل تهوية طبيعية لدورات المياه ، بمقاسات مقبولة . وإذا اتضحت حقيقة البرنامج ، وأعماله ، ومنجزاته ، والغايات المقصودة منه ، فإنه يتبين أن الوزارة لم تتأخر في إنجاز البرنامج ، بل أعطته من الوقت والحيز الزماني ما تتطلبه نوعية العمل ، وكميته ، ودقته ، وإتقانه ، لأن ترميم بعض المساجد ، والمحافظة على طابعها المعماري المتميز قد يأخذ من الوقت أكثر مما يأخذه بناء مسجد جديد ، كما هو معروف ، مع الاعتراف بأن البرنامج واجهته بعض الصعوبات والعراقيل في بعض المناطق.. والله ولي التوفيق.