لا أحد عاقل متابع للإعلام الرياضي يمكن أن يقبل أو يبرر ما تنشره وتبثه وسائل إعلام عديدة من تجاوزات مسيئة وخطيرة ومدمرة ليس فقط لبيئة وثقافة ومكونات الوسط الرياضي فحسب، بل لعموم المجتمع والوطن السعودي بمختلف شرائحه وتوجهاته، الوضع تأزم وذهب إلى أبعد من مُجرَّد خلافات وملاسنات رياضيَّة حول لاعب أو مباراة أو أخطاء تحكيمية، وإنما صرنا نسمع عبارات وكلمات وتصريحات تشهير وقذف وطعن بالذمم وتوجيه اتهامات مباشرة بالسرقة والتزوير والرشوة والخيانة وتعاطي المنشطات إلى ما أسوأ من هذه وتلك بكثير وبمفردات يصعب ذكرها.. الآن وبعد أن أصبحنا أمام أزمة حقيقية تعرقل مسيرتنا الرياضيَّة، وتشوه صورة بلدنا، لا يكفي أن نظل نتباكى ونتلاسن بلا فائدة ودون أن نبحث عن حلول شافية وأنظمة صارمة تقطع دابرها، وتقف في وجه كل من تسوِّل له نفسه العبث بمشاعر البشر وتجريحهم وإهانتهم والنيل من كرامتهم وآدميتهم والتلاعب بحقوقهم لمجرّد البحث عن شهرة مبتذلة، والاقتراب من أضواء مؤذية فاسدة ومفسدة.. إزاء ما تقدم وما متوقع أن يحدث ويتطوّر إلى الأسوأ مستقبلاً، وحفاظًا على كيان وسمعة ووحدة الوطن العظيمة، وحتى لا تنقلب كرة القدم من ممارسة رياضيَّة بريئة إلى أجواء احتقان وحقد وكراهية بين أفراد المجتمع الواحد، ولأن الكثير ممن امتهن هذه الأساليب لا يهتم باسمه وسمعته وموقعه وتأثيرها السلبي على مجتمعه وقبل ذلك لا يدرك عقوبتها عند الله، فلا بُدَّ من تدخل الوزارات المعنية الرسمية من أجل إقرار نظام قوي وتعميد جهة رسمية تقوم باستقبال الشكاوى وفق آلية واضحة وممكنة ومتاحة للجميع، ثمَّ تتولى دراستها وإصدار الأحكام المناسبة لها عبر عقوبات تأديبية صارمة لا تستثني أحدًا، وتكفل عدم تكرارها وإيقاف نزيفها المتصاعد.. ماجد.. كن مبادرًا تدرون لماذا تزداد حدة التعصب والصراعات بين الجماهير في حالة المقارنة بين نجمين؟ السبب في تقديري يكمن إلى حدٍّ كبيرٍ في النجوم أنفسهم، وتحديدًا أولئك الذين لا يقدِّمون مبادرات حسن نية باتجاه زملائهم، وهي بالضبط التي أشار إليها سامي الجابر في إجابته عن رأيه في زميله النجم الكبير ماجد عبد الله أثناء حواره مع علي العلياني في برنامج يا هلا، حينما امتدح ماجد كثيرًا لكنه في الوقت نفسه لام ماجد لعدم قيامه بمبادرات إيجابية معه بمثل ما يفعل هو- أيّ سامي- مع ماجد كُلَّما طلب منه أن يقول رأيه فيه.. نعم نريد من بعض النجوم أن يتحملوا مسئولياتهم ويكبروا عقولهم ويكونوا قدوة للأجيال وبمستوى شهرتهم ونجوميتهم وتقدير واحترام الجماهير لهم، فيتخلصوا من الغيرة المكشوفة فيما بينهم، ويتضح هذا من خلال تحليلات البعض أو أثناء حواراتهم بصورة فاضحة، ولعلي أشير هنا بإعجاب إلى أن كثيرًا من نجوم الهلال النعيمة والمصيبيح والثنيان وسامي والدعيع والتمياط وغيرهم دائمًا ما يشيدون بزملائهم من نجوم النصر، ولا أذكر أن أحدًا منهم قلَّل من شأن أو لم يمتدح ماجد ويوسف خميس ومحيسن وبقية النجوم القدامى والحاليين.. مطلوب من نجوم الكرة الكبار أن يقتدوا بأمثالهم في الخليج والدول العربيَّة، وأن يكونوا نموذجًا لتكريس الاحترام والحب والنقاء فيما بينهم بعيدًا عن الميول والألوان، وألا يتحوَّلوا إلى أدوات وأحيانًا إمعات يستغلها ويستخدمها مثيرو الشر والضغائن في برامج التوتر والتأليب والضجيج والتأجيج.. من الآخر - أحد الزملاء طرح اقتراحًا يتَضمَّن اعتذار سالم الدوسري ونواف العابد عن اللعب دوليًّا لحين إنصافهما ورد اعتبارهما.. - إذا لم تقر عقوبات قوية تؤدّب كل من يريد أن يبحث عن الشهرة على حساب حقوق البشر فإننا بالتأكيد مقبلون على المزيد من هذه الفوضى.. - قيمة الشخص وعلو شأنه وقدره ومكانته بين الناس تأتي من أفعاله وسيرته وسلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين.. - عدم اهتمام إدارة الاتحاد بما وجّه للنادي وجماهيره من إساءات وعبارات وعناوين عنصرية في الفترة الأخيرة، أثبت أن كل ذلك الحماس باتجاه الهلال لم يكن دفاعًا عن ناديهم بقدر ما هو البحث عن أيّ شيء يلحق الضرر بالهلال.. - السؤال: لماذا اختار الأمير ممدوح هذا الوقت لمهاجمة سالم والعابد؟ وهل يهدف للتأثير على الهلال أم على النصر المتطوّر هذا الموسم؟ - نأمل من عموم الطائيين الالتفاف والوقوف مع ناديهم في هذه المرحلة المهمّة للفريق الذي أصبح يقدم عروضًا ستؤهله لدوري جميل متى ما استمر وتصاعد فنيًّا ولياقيًّا في المواجهات الصعبة القادمة.