كنت وما زلت أرى أننا في وطن الخير والحب والعطاء، لا ينقصنا غير العمل بجد والبذل بوفاء, وبمقدار ما ينادي به الوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز في كل مناسبة، يكون فيها - حفظه الله - المبادر دوماً والحريص دائماً على تلبية مطالب وتحقيق طموحات وتطلعات المواطن, وأن تكون هي المقدمة والمهمة وذات الأولوية على ماسواها.. هنا يبرز دور الإدارة الوسطى والمسؤولين التنفيذيين، كل في موقعه، وحسب مسؤولياته، في التناغم والتماشي مع ما توفره الدولة، ومع ما يشدد عليه خادم الحرمين الشريفين. وفي تقديري أن معوقات البناء والتنمية والتطور تكمن في هذه المعضلة تحديداً, أي في عدم التزام الجهات التنفيذية على صعيد المشاريع والمصالح والخدمات والمعاملات بأداء واجباتها. في المقابل، وعلى النقيض من ذلك، هناك مسؤولون وإدارات تقدم نموذجاً رائعاً في تحمُّل مسؤولياتها الوطنية والوظيفية، محدودة كانت أو قيادية, وفي قطاعات مختلفة ضمن خارطة الوطن الكبير.. وفي هذا الشأن سأذكر على سبيل المثال أحد النماذج الناجحة في مدينة حائل, وهي إدارة الحدائق والتجميل في أمانة المنطقة بقيادة المهندس النشط والمتميز عبدالمحسن المطير؛ فهي بإمكاناتها القليلة أبهرت ونالت إعجاب الجميع، واستطاعت أن تبدع وتنثر الجمال والطبيعة والملاعب النموذجية الأنيقة في مساحات خضراء واسعة ومنتشرة في عموم أحياء وميادين وحدائق المدينة.. في حائل، وفي كل مناطق ومدن ومحافظات وقرى المملكة، نحتاج إلى إخلاص كهذا في العمل؛ لنكون جميعاً مساهمين ومشاركين في تنمية وطن قدَّم لنا الكثير فهل نرد له شيئاً من كرمه وسخاء عطائه؟ ليه الإحراج يا دكتور؟ لو قمنا بقراءة سريعة وعملية رصد بسيطة لمعرفة الفَرْق بين مشهدي النجاح والفشل للكرة السعودية في العقود الثلاثة الأخيرة لوجدنا أن من بينها وفي مقدمتها يبرز الجانب الإعلامي؛ ففي الوقت الذي كانت تتألق فيه وتحقق الإنجاز تلو الآخر كان الإعلام وقتها يتعامل مع الوقائع والأحداث بوصفه شريكاً رئيساً وعنصراً نزيهاً وفاعلاً ومؤثراً في دعم مسيرة المنتخبات إلى حد كبير, يساعده على ذلك محدودية وسائله وبرامجه وأطروحاته، وكذلك الاهتمام باختيار المنتسبين إليه. أما اليوم، وفي سنوات الإخفاق، فعلى العكس تماماً, حيث تحول الإعلام إلى معول هدم وقمع، يضم في الغالب أسماء لا خبرة ولا قيمة ولا معنى لها، سوى أنها تجيد الملاسنة وتستخدم المنتخب ونجومه وتستغل نتائجه، ليس من باب النقد والتصحيح والإصلاح وكشف الأخطاء، وإنما لاستعراض مواهب الشتم والإيذاء والتجريح, ولتصفية حسابات شخصية وصراعات ميول, بمباركة وتأييد وتحفيز من مطبوعات وقنوات تتنافس على استقطاب الكثير منهم لبراعتهم في الغوغائية والإثارة المبتذلة.. صحيح لدينا أخطاء إدارية وفنية وتنظيمية عديدة, وصحيح أننا نتراجع وغيرنا يتقدم ويتطور, لكن هذا لا يلغي أن للإعلام كوارثه وتجاوزاته, حتى بلغ حدًّا يصعب السكوت عليه, فها هو الدكتور حافظ المدلج يخرج عن صمته ويفجر قنبلة أرى أنه تأخر كثيراً في إعلانها, عندما ذكر وأكد قبل أيام لقناة الكأس أن هناك إعلاميين يتقاضون أموالاً من بعض رؤساء الأندية, يحضرون دائماً إلى مجالسهم، ويرافقونهم في إجازاتهم الخاصة, وذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنه كان شاهداً على مواقف من هذا النوع.. كما تلاحظون أن الإشكالية الإعلامية تعدت مسألة الانتماء للأندية إلى ما هو أسوأ وأكثر ضرراً على المصداقية والمهنية, الوضع أصبح يتعلق بقضايا فساد جعلتهم لا يترددون في التطاول على منتخب الوطن، بينما يتحولون إلى محامين ومدافعين عن أنديتهم، أو بالأصح عن الإدارات والرؤساء إياهم, لا يمتدحون المنتخب على إنجازه بل يجيرونه لنجوم بعينهم، وكذلك الحال وقت الهزيمة، فلا يتحدثون عنه كفريق وإنما عن لاعبين هم وحدهم من يتحملون الهزائم والإخفاقات لمجرد أنهم من النادي الآخر المنافس.. ما عندك أحد! تألمت كثيراً وأنا أستمع لمداخلة الخبير المصري محمد بيومي في برنامج مساء الرياضية, ومصدر الألم أنه تحدث بثقة وخبرة وإلمام عن قضية تخصنا، وفي موضوع هو اليوم الشغل الشاغل للوسطين الرياضي والإعلامي، ومع هذا لم نجد أحداً في الرئاسة أو اللجنة الأولمبية أو اتحاد الكرة أو من أولئك الذين أزعجونا بعبارة (بصفتي قانونياً) يقول كلاماً علمياً تفصيلياً مفيداً كالذي قاله بيومي.. ما حدث بعد استقالة اتحاد الكرة من لغط وغموض في الموقفين الرسمي والإعلامي كان امتداداً لما أفرزته قضايا قانونية سابقة, هي في مجملها تدل على أن المؤسسة الرياضية بهيكلتها ولوائحها وخططها وبرامجها وقراراتها تفتقد الاحترافية والتنظيم, كما فضحت من جديد من يدعون ويتشدقون بأنهم خبراء وقانونيون؛ الأمر الذي يدفعنا كما قال المهندس طارق التويجري وقلناه بعد قضية هبوط الوحدة ثم احتجاج الأهلي الموسم الماضي إلى المطالبة بوجود متخصصين في القانون الرياضي من غير السعوديين في اتحاد الكرة؛ وذلك لأهمية الجانب القانوني في صياغة وقراءة وفَهْم وتحليل وتطبيق اللوائح والأنظمة, ولأن كثيراً من المشكلات والمنازعات وأيضاً القرارات الرياضية لا تقبل الآراء والاجتهادات, وخصوصاً أننا في زمن الاحتراف وعلى أبواب اختيار اتحاد بالانتخاب, ولأننا لا نريد العودة من جديد لمرحلة الفوضى والتخبط والضياع.. · عندما بزغ نجم ماجد والنعيمة والدعيع عبدالله وعبدالجواد وخليفة وشايع والمصيبيح ومحيسن كانت هناك أصوات تريد أن تلغيهم وتصادر عليهم حقوقهم وشهرتهم وتسلب إنجازاتهم باسترجاع الحديث والتغني بأيام الغراب وأبو داود ومناحي والدنيني. اليوم تتكرر الحكاية في تهميش جيل سامي والدعيع والمهلل وفؤاد ومسعد ونور وياسر والشلهوب.. · غيرنا يتطور لأنه يفكِّر, ونحن نتأخر لأننا نستهلك أوقاتنا نتذكر! · الظروف مهيأة للشباب لنيل لقب الدوري, أما الأهلي فعليه أن يختار إما الدوري أو آسيا, في حين أن واقع الحال يفرض على الهلال عدم التركيز على الدوري والتفرغ تماماً للآسيوية.. · على الطائيين إدراك أن طريق الوصول لدوري زين لن يكون سهلاً مفروشاً بالورود, وإنما أمامهم محطات صعبة ومنعطفات خطيرة.