على قدر جمال التاريخ الذي نعيشه مع المنتخب السعودي في كأسي أمم آسيا 84 و88 اللتين قدم فيهما ملاحم لا تنسى في كرة القدم نعيش اليوم قلقا شديدا مع منتخب فقد الكثير من مكتسباته في السنوات الأربع الماضية وآخرها إقصاؤه من تصفيات كأس العالم التي غاب عن نهائياتها لأول مرة منذ أول حضور له في أميركا سنة 94، لأسباب تتعلق بتطور المنافسين، وقبلها عدم وضوح الصورة حول الفريق السعودي الذي عانى من التغييرات المستمرة وعدم ثبات العناصر التي سيتم الاستعانة بخدماتها اعتبارا من مواجهة سوريا غدا (الأحد) في بداية صراع التأهل عن مجموعة قوية. وقبل أيام من انطلاق النسخة ال 15 التي افتتحت بالدوحة أمس (الجمعة) استعرضت القناة الرياضية السعودية تاريخ المنتخب في كأس أمم آسيا وقدمت عرضا شاملا لمسيرة المنتخب في النسختين، أظن أن الجماهير السعودية من صغار السِّن تعرفوا على إمكانيات لا تضاهى لنجوم مثلت بلادهم خير تمثيل، وكان الإخلاص منقطع النظير والروح القتالية اللذان عززا مواهبهم طريقا لبلوغ القمة والفوز بالذهب وإحراز الكأس القارية لأول مرة ثم المحافظة عليها، كان جيلا ذهبيا لا ينسى. الروح القتالية هي أبرز ميزات المنتخب التاريخي، ونأمل اليوم أن يكون منتخب 2011 نسخة عن تلك الحقبة الجميلة من تاريخنا الرياضي، نحن نملك نجوما كبارا، نحتاج لجهودهم المضاعفة، لمسح الصورة الهزيلة التي أبعدتنا عن التواجد في المونديال الأخير، وإذا كانت معظم المنتخبات البطلة ترتبط إنجازاتها بالنجوم الهدافين، كما هو حاصل مع الأسطورة الآسيوية ماجد عبدالله الذي كان نجما صانعا للحلول الفردية آنذاك، وتميز بمهارته، وإخلاصه وروحه العالية المدعومة بالأخلاق الرياضية فإن لدينا اليوم نجوما كبيرة نعول عليها الكثير وفي مقدمتها المهاجم الكبير ياسر القحطاني، ومعه هزازي والشمراني، ويجب على هؤلاء أن يدركوا أن اللقب لن يعود بجهود اعتيادية، بل عليهم اعتبار البطولة نقطة تحول في مسيرتهم الرياضية، ياسر لاعب مهم، ومن شأنه أن يصنع الفارق، كما فعل مع ناديه في مناسبات محلية عدة، العطاء للمنتخبات هو ما يبقى في ذاكرة التاريخ، بدليل أن ماجد والدعيع والنعيمة ومحيسن وعبدالجواد وشايع وخليفة والمصيبيح والبقية ظلوا في الذاكرة رغم مرور أكثر من 25 عاما على الآسيوي في سنغافورا، وإضافة لمعظم هؤلاء كان الهريفي والثنيان وزملاؤهم نجوما لم ولن تنساهم الذاكرة. يجب أن يدرك نجوم اليوم أن الجماهير السعودية تعرضت لإحباط شديد لتكرار الإخفاقات، وأن مستوى اللاعب هو المحدد الأول لنتائج منتخب بلاده. صانعو الفارق هم من يغيرون الواقع ويساهمون مساهمة مباشرة في تحقيق المنجزات حتى منتخبنا نفسه خسر نهائي 2007 لأن المهاجم العراقي يونس محمود كان نجما فوق العادة فقاد بلاده للكأس، نثق كثيرا في إمكانيات ياسر وزملائه، وكلنا مع منتخب الوطن في مشواره لاستعادة اللقب الآسيوي.