حينما نعود إلى الوراء سنوات عدة إلى حيث زمن الآباء والأجداد وزمن الأمهات والجدات قبل أن تصلنا ثورة الاتصالات والتكنولوجيا والتقنية الحديثة وقبل أن يحل الربيع العربي على أغلب بلاد الضاد كنا نشاهد ونتذوق حلاوة الحياة وجمال العيد ونشارك في المناسبات ونرى فيها كل الألفة والاجتماع الكل كان يحضر والكل كان يبارك والكل كان يهنئ ويفرح ويبتسم رجالاً ونساءً وأطفالاً لم يكن لأحد أن يتخلف عن ركب المباركين والواصلين والمشاركين وكانت رياح التواصل تسير كالنسمات الباردة ما بين البيوت والحارات والأزقة كانت كل عادات العيد في ذلك الزمن تدعو إلى التلاحم والألفة ومنها تقديم المأكولات الجماعية البسيطة وغير المكلفة من جميع سكان الحي لكن!! ماذا حدث وما الذي تغير؟ هل الناس هم الذين قد تغيروا أم طبيعة الحياة؟ أم أن العادات وسلوكيات الناس تغيرت وسلبت منا فرحة الأعياد وبهجتها أم هي الظروف الاقتصادية هي التي نزعت من نفوسنا البساطة التي كانت أفضل ما نملك فلم يعد يعنينا الثوب الجديد واللبس الجديد بقدر ما نبحث عن موضة غريبة ولباس جديد على الساحة؟! الآن نهنئ ب»مسج» أو «رسالة واتس أب» أو عبر الإيميل وقبل أيضا حلول العيد فقط يكفينا أن (ننسخ ونلصق) ثم نضغط على زر (تحديد الكل) وهنا ينتهي كل الأمر مشاعرنا أصبحت زائفة نبحث عن الأدنى لنقدم من خلاله الواجب الاجتماعي علينا يا أحبتي لا تغريكم ولا تغيركم وسائل الاتصال الحديثة ولا المدنية الزائفة من خلالها فقدنا التواصل ولذته التواصل الحقيقي والفعلي هو أن نأتي بأقدامنا ونقدم الكبار على غيرهم وننشر العيد ونعيد فرحته أعيدوا لنا عيدنا الضائع عيدنا الذي اغتصبته وسائل الاتصالات ورمته لنا جثة هامدة لا حياة فيها لا نريد أن نردد يوماً ذلك البيت الشهير: عيد بأية حال عدت يا عيد!!