ضيفنا العزيز المحبوب رمضان الخير رحل بعض أن مكثف لدينا وقت وجيز من الزمن، داعياً المولى عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يعيده علينا وعليكم باليمن والخير والبركات أعوام عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن نرفل في ثوب الصحة والعافية، ولزاماً علي أن أعايد الجميع بعيد الفطر السعيد رغم أن القلب يتفطر حزناً وأسى على رحيل ابني البكر (أمين) من دنيا الزوال، والذي غُدِر به في الثامن من سيد الشهور، فنار فراقه لن تنطفئ حتى تفارق الروح الجسد، ونلتقي في جنات النعيم بإذن الواحد الأحد، فالعيد هَلْ وعلينا طل، والكل فرح مسرور بهذا الكرم الرباني الذي منحنا الله إياه بعد أن جاهدنا أنفسنا في شهر العبادة لنكون من الفائزين بشهر الصوم الكريم، فالعيد فرحه تكسر ما أحاط بالقلب من هموم طوال العام، ويُخرج ما توطن فيه من أحزان متتالية، ويدخل الفرحة والبهجة إلى القلوب، وهو ما يؤدي إلى تجديد أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، ويوجد التراحم والتعاون بين الأغنياء والفقراء، ويجمع القلوب على الألفة، ويخلص النفوس من الضغائن، فتشمل الفرحة كل بيت وتعم كل أسرة، وفيه تتحقق الوحدة الإسلامية فيشترك كل المسلمين في الفرح بحلول العيد عليهم، ونرى الحياة بوجه جديد، وهو نعمة من نعم المولى التي لا تحصى على عبادة، يتواصلون فيه فيما بينهم خلال أيام العيد الثلاثة بالزيارات التي تنمي روح الأخوة والمحبة والوئام، ومبادلة المعايدات والتهاني والتبريكات وغيرها من مظاهر الفرح بهذه المناسبة الكريمة التي خص بها المولى الأمة المحمدية، تواصلاً ملموساً تحس فيه بفرحة الأطفال والنساء والرجال، وتشعر بأنك ضمن مجتمع مترابط كما عهدناه في حياة الآباء، وقبل أن تغزو حياتنا تكنولوجيا الاتصالات التي قضت على تبادل الزيارات، وأخفت فرحة العيد، فغدت رسائل الجوال تقوم مقام الزيارات، فكل ما عليك أن تعيد إرسال رسالة تهنئة تلقيتها لكل من لديك في دليل الأسماء، وبذلك تكون قد عايدت الجميع خلال ثوان من الزمن دون أن تعرف الأحوال على واقعها، فالعيد يوطد العلاقات الاجتماعية مثل التسامح والتزاور بين الكبار، وفيه تكون صلة الرحم أقوى من أي وقت في الأيام العادية وذلك بسبب انشغال الناس في الوقت الحالي بأمور الدنيا، فكلما تطورت الحضارة انشغل الناس أكثر ولم يعد هناك وقت للتواصل من خلال الزيارات المباشرة، فالعيد في الماضي كان له لذة وجمال، وطعم خاص تجد حلاوته في العادات والتقاليد التي كان يعيشها المجتمع، فكل الأشياء تبدو جميلة وإن كانت بسيطة، لقد كان العيد يملأ الدنيا بهجة وفرحاً وسروراً، أما اليوم فالعيد أصبح اسم مناسبة مسجلاً ضمن قائمة المناسبات السنوية. شعر: هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به وبذلك الخير فيه خير ما صنعا أيامه موسم للبر تزرعه وعند ربي يخبي المرء ما زرعا فتعهدوا الناس فيه من أضر به ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا وبددوا عن ذوي القربى شجونهم دعا الإله لهذا والرسول معا واسوا البرايا وكونوا في دياجيرهم بدراً رآه ظلام الليل فانقشعا. ومن العايدين... وكل عام وأنتم بخير. [email protected]