روى رئيس اللجنة العليا للحج في الائتلاف السوري الحر ورئيس بعثة حجاج سوريا الدكتور محمد أبو الخير شكري الطرق المعقدة التي تَمَّ اتخاذها لإخراج الحجاج السوريين من الداخل، مشيرًا إلى أنهم كانوا يتسلَّلون خلسة إلى الدول المجاورة، ثمَّ يتولاهم الائتلاف السوري. وقال في حديث ل»الجزيرة»: إن حجاج بلاده قدموا في مجملهم من أربع دول مجاورة وبلغ إجمالي عددهم 3500 حاج. وقدم الدكتور شكري امتنانه وتقديره على الدعم والمساندة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لحجاج سوريا وتلمس معاناتهم، كما أثنى على الدور الذي قام به سفراء المملكة في دول الجوار لهم. وأكَّد أن الدعم السعودي ليس بغريب أو جديد على دولة وحكومة أخذت على عاتقها راحة الحجيج والمعتمرين، فإلى نص الحديث: * بداية.. كيف كانت رحلة الوصول للمشاعر المقدسة والآلية التي عملتم بها؟ - أودّ الإشارة أولاً إلى اللفتة الكريمة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي أسندت تنظيم الحجاج السوريين إلى الائتلاف السوري ونزعت ذلك من النظام السوري الأسدي. نحن بدورنا سارعنا على الفور إلى لجنة عليا لهذا الغرض وقام فريق منَّا بالتشرّف بزيارة المملكة، حيث عقدنا عددًا من الاجتماعات التنسيقية ووقعنا العقود المعتادة مع وزارة الحج. وشرعنا في البدء بعملية التنظيم لجميع الراغبين في أداء الفريضة. أنتم تعلمون أنّه لا توجد لدينا مطارات في الداخل ولذلك قمنا بعملية التحرك من دول الجوار في الأردن وتركيا ولبنان ومصر..كما قمنا بفتح مكاتب في الداخل السوري الذي تَمَّ تحريره وقمنا بتسجيل أسماء الأخوة الراغبين في أداء الفريضة وفتحنا 4 مكاتب في دول الجوار ومكتببن في الجنوب التركي باعتباره الأقرب للداخل السوري المحرّر. إلى جانب ذلك تحركنا في داخل سوريا وقمنا بتنظيم حملات عبر الإنترنت والفيس بوك وخصصنا مواقع لذلك ودعونا الكلَّ ونشرنا كل المعلومات، كما تواصلنا مع أئمة المساجد والهيئات الشَّرعية الموجودة في الداخل السوري.. وهكذا تيسرت الأمور وتَمَّ إعطاؤنا التأشيرات من إخواننا في السفارات السعوديّة الموجودة في دول الجوار التي ذكرتها سابقًا. لا أخفيك سرًا لو قلت: إن هناك توجيهات سامية كريمة من لدن الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيًّا بتسهيل كل أمور وأوضاع حجاج سوريا. وبالفعل ما نطلب شيئًا إلا وجدناه سريعًا من أعلى المستويات. * ولكن أعداد من وصل من الحجاج السوريين كانت قليلة! هل واجهتكم مشكلات ما؟ - من جهة المملكة وإخواننا السعوديين إطلاقًا لا. الذي حدث أن الأساس كان من 15 إلى 20 ألف حاج سوري. ولكن بسبب الأزمة السورية الطاحنة وما يعانيه شعبنا من تزايد الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمشردين إلى جانب الأزمة المالية وانخفاض قيمة الليرة السورية أثر كل ذلك سلبيًّا على عدد القادمين من الحجاج ولم يتمكن سوى 3500 تقريبًا فقط. * دعني اسألك دكتور شكري.. كيف كان حجاج الداخل السوري يخرجون من قبضة النظام ويتمكنون من أداء الفريضة واللحاق بكم؟ - هؤلاء الأخوة لنا كانوا يخرجون تسللاً وخفية لأقرب دولة حدودية مجاورة ليلتحقوا بنا سريعًا. ونحن بدورنا نتولى بقية الإجراءات لهم. وبالتأكيد هم يعانون كثيرًا في عمليه الخروج ويغامرون بحياتهم أسرهم في سبيل ذلك.. ونسأل الله أن يتقبل حجهم ونسكهم. * وكيف كانت مشاعرهم بعد أن منَّ الله عليهم بأداء الفريضة؟ - لا يمكن لي أن أصف لك فرحتهم وسعادتهم بوصولهم لأطهر بقاع الأرض.. وجدوا أصالة وتعاطفًا وكرمًا من إخواننا في القيادة السعوديَّة ووجدوا كل اهتمام من المواطن السعودي الذي قدم لهم كل الحب والتسهيلات. وما وجدناه عمومًا ليس بغريب عن المملكة العربية السعوديَّة حامية الحرمين ودار السقاية والرفادة لكل حاج ومعتمر وزائر لها. * حسنا.. ما هاجسكم الأهم الآن؟ - همَّنا وهاجسنا الأكبر هو إزالة هذا النظام الطاغية وإزالته من الوجود لراحة الشعب السوري وإعادة الأمن والاستقرار لبلادنا. ولدينا أمل كبير في القريب العاجل. ولو سمعتم دعاء هؤلاء الحجاج على الطاغية ونظامه أيقنتم قرب زواله بإذن الله. لدينا أكثر من 150 ألف شهيد و4 ملايين لاجئ والائتلاف السوري يحظى بدعم دولي ومعترف به من 120 دولة وهو الواجهة السياسية لسوريا. * التجارب السابقة في دول الربيع العربي كشفت أن المعارضة حينما تتولى إدارة شؤون البلاد بعد سقوط الأنظمة تفشل وتبدأ المشكلات تتصاعد.. ماذا عنكم؟ - سوريا بلد حضاري وعاصمته أقدم مدينة في التاريخ وهذا الشعب قادر على النهوض والعودة من جديد للحياة وإزالة الظلم.. وقادرون على ذلك بتكاتف الجميع. أتركوا الأمر لصناديق الاقتراع وللانتخابات الحرة النزيهة. نحن شعب مظلوم عانى من السيطرة الأسدية النصيرية على مدى 40 عامًا. وهدف الائتلاف السوري هو السعي للأمان والديمقراطيه والحقوق لهذا الشعب الأبي. ونحن جزءٌ من هذا العالم ونطمع دومًا في دعم ونصرة إخواننا العرب والخليجيين.