- وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية: حتى الآن لايزال الوعي بمعنى المدن الاقتصادية قليلاً والتفاعل معه دون التطلعات.. البعض يتحدث عن المدن الاقتصادية كما لو كانت مدن صناعية، في حين أن هناك فوارق كبيرة بينهما، فالمدينة الاقتصادية هي مجتمع صناعي وحضري وعمراني وسكاني متكامل، بل أنها تمثل بيئة معيشة متكاملة تتوافر فيها فرص العمل بل أن بناء مدينة اقتصادية في 2013م يختلف جذرياً عنها في الثمانينات، حيث إن اعتبارات البيئة والتخلص من التلوث وغيرها تبدو قائمة بقوة.. كل هذا يختلف جذرياً عن مفهوم المدينة الصناعية التي تحوي مصانع ومساكن للعمال فقط، أو المدينة الصناعية التي تحوي ورشاً صناعية صغيرة ومتوسطة فقط. الآن تتحرك على قدم وساق قاطرات مدن اقتصادية جديدة، ورغم أن هذه المدن حركت أفراداً وتراخيص، ومعدات، وجلبت استثمارات محلية وأجنبية، إلا أن بعض هذه المدن لا تزال لم تشهد الرواج والتسويق كما ينبغي، وخاصة أن مستويات أسعارها الحالية في بيئتها المحيطة لن تتاح خلال سنوات قليلة .. في الاقتصاد يعرف هذا الأمر بقشط السوق أو قشط الزبدة.. فمن يقشط السوق أولا في هذه المدن، وخاصة المدن حديثة العهد بالاستثمار؟ وعبر هذا التقرير سنتطرق الى مدينة جازان الاقتصادية.. كأحد أبرز المدن ذات المقومات والمزايا النسبية والتنافسية .. والتي تمثل حاضراً قد لا يكون متاحاً بنفس أسعاره مستقبلاً. منطقة جازان الواعدة تعتبر منطقة جازان إحدى مناطق المملكة، التي تقع جنوب الغرب على الحدود الجنوبية مع اليمن، وتطل على البحر الأحمر ويوجد بها ميناء جازان ثالث موانئ المملكة من حيث السعة وتمتاز بتنوعها البيئي والمناخي وتعتبر بوابة الدولة الرئيسية لجزر فرسان وبها آثار يرجع تاريخها إلى 8000 قبل الميلاد. وتمتلك المنطقة إمكانات طبيعية وتنوع مناخي وبيئي ومقومات سياحية تؤهلها لأن تكون مركز جذب سياحي على مدار العام وفق تكوينها الجغرافي.. أيضاً تتوفر بجازان المقومات الأساسية للزراعة من خصوبة في الأراضي والمناخ المناسب لزراعة مئات الأنواع من الأشجار ومياه جوفية وأمطار وسيول متدفقة على مدار العام.. أيضاً تتميز جازان بوفرة العوامل البيئية الملائمة لنمو وازدهار الثروة السمكية على امتداد مياهها الإقليمية وسواحلها على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلو متراً.. أما صناعياً، فقد تم إنشاء المدينة الصناعية بجازان في 2009م بمساحة مليون متر مربع لتلبية الاحتياجات للاستثمارات الصناعية بشكل أولي. مدينة جازان الاقتصادية.. المقومات الهائلة تقع مدينة جازان الاقتصادية الجديدة على بعد 50 كيلومتراً شمال مدينة جازان على مساحة 100 مليون متر مربع بطول 12 كلم بمحاذاة الشريط الساحلي.. وإذ نستعرض أبرز مقوماتها كما يلي: أولاً: تقام مدينة جازان الاقتصادية على شاطئ البحر الأحمر وعلى بعد 60 كم من مدينة جازان.. وإذ تقع المدينة على مساحة 103 كم مربع ولها ساحل بطول 11.5 كم.. بما يجعل موقعها من المواقع الإستراتيجية. ثانياً: قرب مدينة جازان الاقتصادية من المطار الدولي الجديد الذي يقع على بعد 60 كلم جنوبًا بما يسهل من الوصول إليها.. أيضاً تقترب من الطريق الجديد المزمع إنشاؤه لخط السكك الحديدية لربط المدينة الاقتصادية مع مدينة جدة. ثالثاً: تم تخصيص ثلثي مساحة المدينة الاقتصادية لتطوير منطقة صناعية متقدمة وتم تجهيزها بإحداث تجهيزات الشبكات اللازمة لمشروعات الصناعات الثقيلة بصفة خاصة بالإضافة إلى الصناعات الثانوية (المعالجة). رابعاً: إقامة مجمع للصناعات الثقيلة وأيضاً محطة توليد الطاقة، فضلاً عن صناعة صهر الألمنيوم. خامساً: ثم إن المدينة ستتجه إلى إنشاء مجمع للصناعات الثانوية، حيث سيتم معالجة السيليكون الذي يتوافر بغزارة في هذه المنطقة. سادساً: فضلاً أن المدينة تتجه إلى تركيز جهودها التصنيعية في تصنيع المستحضرات الطبية بتطوير الدوائيات الغذائية ومنتجات الأغذية الصحية التي يتم الحصول عليها من المواد الزراعية في المنطقة مما يتيح إمكانية تطبيق تقنيات جديدة وتوفير سوق مزدهر في المنطقة والمناطق المحيط بها.. هذا ويوجد حالياً نحو 39 مصنع بجازان بقيمة تمويل 4.5 مليارات ريال، وتستوعب 3745 عاملاً. سابعاً: تتوافر بمنطقة جازان مجموعة كبيرة من المعادن الصناعية، أهمها الملح، البوتاس، الحجر الجيري، الدولوميت، الرخام، البازلت، الجبس، الكوارتزنت، الكبادايت، الفلسبار. ثامناً: في ضوء المصانع الجديدة بالمدينة، فإنه من المتوقع أن تتيح المدينة فرص عمل بنحو 500 ألف فرصة عمل، بما يتوقع معه أن يصل عدد السكان الجدد بالمدينة إلى ما يعادل مليون نسمة بأسرهم، بما يتوقع معه طلب إضافي على المساكن يعادل 250 ألف مسكن تقريباً، بما يتوقع أن يتحرك معه الطلب على مواد البناء والتشييد، ثم الطلب على الخدمات الأخرى المرتبطة وذات العلاقة. تاسعاً: من المتوقع أن تشهد المدينة والمدن القريبة منها طلباً عالياً على الأراضي والمساحات البيضاء، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تشهد المدينة وجيرانها ارتفاعات غير مسبوقة في مستويات الأسعار السائدة للأراضي والعقارات وغيرها. الشاهد أن جازان الآن تشهد فجوة سوقية في كافة الأنشطة الاستثمارية المغذية لأنشطة المدينة الاقتصادية الجديدة، هذه الفجوة الآن تبدو متاحة وسهلة، وذات تسهيلات عالية، بعد فترة قليلة قد تصبح صعبة.. الآن تتاح فرص كبيرة لقشط السوق بجازان، سيستفيد منها ويمتلكها الرواد الأوائل، لأنهم سيحصلون عليها بأسعار ضئيلة قبل الدخول في دوران الطفرة الاقتصادية، والتي ترتفع معها أسعار الأراضي والخدمات.