يحتفظ تاريخنا الاجتماعي وإرثه الثقافي في بطونه وأوعيته.. سيرة رجال أفذاذ, ورموز كبار, وشخصيات رائدة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية و الرياضية..خدمت وطنها بكل إخلاص وتفان وقدمت أعمالا جليلة, وعطاءات بارزة, وتركت بصمات خالدة في مسيرتها العملية والتعليمية. ومن هذه الشخصيات الاجتماعية معالي الشيخ (حسن بن عبد الله آل الشيخ) -رحمه الله -الذي عّين وزيرا للمعارف بعد أخيه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وهو في التاسعة والعشرين من عمره..!!، (1381-1390ه) وعندما حمل حقيبة الوزارة المخضرمة بفكر مستنير كانت نظرته القيادية وقيمها التنظيمية (شمولية)، حيث أعطت اهتماما واسعا «للرياضة المدرسية» ودعم حركتها رغم المعوقات الاجتماعية والضغوط الثقافية في مجتمع كان ينظر للرياضة أنها ضرب من اللهو والعبث, وسلوك دخيل على المجتمع.. غير أن الوزير المستنير ساهم بفكره الواعي في جعل أهداف التربية البدنية والرياضة المدرسية أسلوب حياة لدى جميع الطلاب، ومقبولة عند الأهالي يمارسونها بانتظام منذ نعومة أظافرهم.. لما لها من اثر بارز ودور ايجابي على حياتهم الصحية والنفسية والبدنية..فضلا عن مساهمتها في تعلم الأدوار والوظائف الاجتماعية، واكتساب مجموعة من القيم التربوية.. فقد شهدت الرياضة المدرسية في عهده -رحمه الله- نهوضا نوعيا في برامجها وأنشطتها وإقامة المنافسات الرياضية على مستوى المناطق بالمملكة وفي مختلف الألعاب, ففي عقدي الثمانينيات والتسعينيات الهجرية من القرن الفائت كان معظم لاعبي الأندية يشاركون في ثلاث ألعاب رياضية بحكم أن النظام كان يسمح بذلك، فبرزت أسماء في ألعاب القوى والسلة والطائرة و هم في الأصل لاعبو كرة قدم.. مثل حميد الجمعان وفيصل بكر والصاروخ وبلال سعيد وإبراهيم اليوسف وسعد خليل وغيرهم.. وهكذا كان للدعم القوي والمباشر من الوزير الراحل للرياضة المدرسية في تلك الحقبة الفارطة دور ريادي في النهوض بنشاطها وبرامجها وصيرورتها، بعكس حالها (اليوم) التي تعيش أزمة تراجع في أدوارها التربوية والتنافسية.. ولم تعد خزنا للمواهب كما كانت في السابق.