يحتفظ تاريخنا الاجتماعي وإرثه الثقافي في بطونه وأوعيته.. سيرة رجال أفذاذ, ورموز كبار, وشخصيات عصامية رائدة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية..خدمت وطنها بكل إخلاص وتفان، وقدمت إعمالاً جليلة, وعطاءات بارزة, وتركت بصمات خالدة في مسيرتها العملية0 ومن أشهر هذه الشخصيات الاجتماعية العصامية الشيخ عبد الله بن سليمان الحمدان-وزير المالية السابق - رحمه الله - الذي كسب ثقة المؤسس جلالة الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- عندما عينه وزيرًا للمالية، وهو بالمناسبة أول سعودي يحظى بلقب وزير0 * وعبد الله بن سليمان الحمدان الذي ولد عام 1848م في مدينة عنيزة. بدأ حياته عصامياً عبر (دكان) صغير في مسقط رأسه, وفي أوائل القرن الماضي بدأت علاقته مع الرحلات التجارية إلى دول شرق آسيا ومنطقة الخليج فشكلت تلك التنقلات ومتاعبها وإرهاصاتها.. شخصية عصامية (استثنائية)، خلاصتها فكر مستنير وعمق ثقافي ومخزون معرفي ورؤية شمولية، نالت ثقة المؤسس, وكسبت الريادة التاريخية عبر موقعه القيادي كأول وزير سعودي. * ويحسب للوزير عبد الله ابن سليمان-رحمه الله- أنه أول من اقترح على الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه فكرة الشركات الأمريكية وقيامها باستخراج البترول في المملكة بدلاً عن الشركات البريطانية باعتبار أن أمريكا كانت خارج المشهد السياسي الدولي في تلك الحقبة الماضية ..ومن أكثر الدول نمواً.. بعكس المستعمرة البريطانية التي كان من أهم عملها الاستعمار سواء في العراق او إيران أو منطقة الخليج, فوقع باسم المملكة العربية السعودية وبتفويض من جلالة الملك عبد العزيز -غفر الله له- أول اتفاقية تنقيب عن النفط مع شركة النفط الأمريكية في الثلاثينيات الميلادية من القرن الفائت والتي على ضوئها أصبح للدولة دخل مستقر ومتنامٍ, -بفضل الله- ثم فطنة المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله-, ورؤية الوزير الحكيم (عبد الله بن سليمان الحمدان).. * انفتاح أول وزير سعودي على العالم الخارجي في سن باكر من عمره وعقليته المستنيرة التي كانت تتكئ على مخزون ثقافي وعمق معرفي جعلت بوصلة اهتمامه تتجه أيضاً للرياضة ودعم حركتها في بداياتها ونشأتها مع الأمير عبد الله الفيصل -رحمه الله - وتمثل ذلك في حضورهما بعض المباريات التي كانت تقام قبل أكثر من نصف قرن من الزمن. ولعل أبرز اللقاءات التي شهدت حضور الوزير الرياضي عبد الله بن سليمان مع رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبد الله الفيصل وزير الداخلية في أوائل السبعينيات الهجرية من القرن الفائت كانت مباراة الاتحاد مع فريق البوارج البريطانية في جدة عام 1369ه شكلت نقطة تحول في إعادة صياغة تنظيم وتطوير الحركة الرياضية وفتح آفاقها بالطابع الرسمي. فتم إنشاء أول إدارة للشئون الرياضية والكشفية بوزارة الداخلية عام 1372ه وخصصت لها 50 ألف ريال ميزانية النشاط الرياضي، وحظيت بدعم قوي ومباشر من رائد الرياضة.