بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض الرجال من أن ابداء المشاعر نحو الزوجة هو ضعف، وأن اشعار الزوجة بالمحبة والعاطفة الجياشة يجعلها تغتر، وترى نفسها عليه، وللاسف فهذه القاعدة سائدة حتى لدى فئة من الشباب الذين يستمعون لنصائح من هم أكبر منهم سناً، بأن المرأة إذا عرفت أن زوجها مغرماً بها فانها تسيطر عليه وتصبح هي الآمر الناهي في المنزل، وأنها تصبح لا تخافه ولا تهابه، بل ربما فرضت كل ما تريد على المنزل، وتصبح «رجل» المنزل، وهذا الأمر يخيف الرجال كثيراً، رغم أن التفاهم والحوار يجب أن يكون هو العنصر السائد بين الزوجين، ويجب أن يكون لكل واحد دور محدد يقوم به حتى لا تختل مسيرة الحياة الزوجية، ويدخل البرود العاطفي أو السكتة الزوجية إلى الحياة بصورة سريعة. وأعرف اشخاصاً يحبون زوجاتهم ولكنهم لا يبدون ذلك ولا يشعرون زوجاتهم بهذا الحب، ولا يقولون أي كلام جميل أو غزل لزوجاتهم، رغم أن بعضهم يحبون زوجاتهم بطريقة جميلة جداً ويحملون عاطفة جياشة للزوجة لكنهم لا يبدون أي سلوك أو تعبير لفظي أو معنوي لاشعار الطرف الآخر بما يحملون من مشاعر. وقد سألت أحدهم فقال لي بأنه يخشى انه أن صارحها بحبه لها فانها تصاب بالغرور، وتتغلى عليه، لكنه يبدي دوماً لها العكس..!! وهذا أغرب ما رأيت من سلوك في حياتي..!! فالحب والعاطفة الجياشة مثل ينبوع الماء يحتاج إلى أن يخرج من الداخل ويسير عبر قنوات ليروي العطش العاطفي لمن هم بحاجة اليه، ولا أعتقد بأن إنسان احوج للعاطفة والكلمات الجميلة والحنان الفياض إذا كان حقيقياً مثلما هي الزوجة من قبل زوجها الذي تشاركه حياتها وهي بحاجة ماسة إلى هذا الدعم العاطفي الجميل من قبل زوجها. إن التعابير باللفظ والسلوك عن المحبة التي يكنها الزوج نحو زوجته، ليس عيباً ولا ينقص من قدر الزوج ولا من رجولته.. ولا أعتقد بأن المرأة إذا اشعرها زوجها بالمحبة وغمرها بحبه.. سلوكاً ولفظاً، أنها تتغلى وتتعالى عليه، بل إن ذلك الأمر قد يزيد من تعلقها به. وقد قالت لي زوجة محبطة في زواجها بأنها تتزين له، وتحاول أن تلفت انتباهه بأي وسيلة لكنه لا يعير ذلك أي انتباه.. وقالت كلمات لاتزال صداها يرن في اذني حتى الآن، حيث قالت: «إن كل كلمات اطراء أو حب من أي شخص كان لا تساوي كلمات زوجها لو قال لها تلك الكلمات التي يمطرها بها الزميلات والصديقات أو حتى بعض الأقارب..!».