تتندر الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة عن انعدام «الرومانسية» لدى الزوج، وتختلف أشكال النكت التي تدعو للضحك في الظاهر ولكنها تنطوي على تهم مبطنة للشباب إذ تصف تعاملهم بالجاف والخشن مع الفتيات و بالأخص مع الزوجات وما يتناقلنه يعبر عن فكر مجتمعي سائد لدى الفتيات اللواتي يحذرن من عدم توقع الكثير من التعامل اللطيف من قبل الزوج أو الشاب السعودي. يعلق الشاب رامي السلمي بقوله: من الصعب الحكم على الشاب السعودي بشكل عام وذلك لتغير الأسباب حاليا وخصوصا ما يتعلق بالمشاعر والرومانسية وهي برأيي معتمدة على الأخلاق بشكل أساسي وترتبط بالدين. وما يشاع عن الشاب السعودي يعود إلى نشأته في بيئة جافة يصعب التعبير عن المشاعر فيها وقد يترك الشاب لتعلم الكثير من الصفات من خلال مخالطة أبناء الحارة والمنطقة التي يسكن بها وتوضع أمامه العديد من العقبات والحواجز أثناء التعامل مع النساء والفتيات منذ الصغر وهذا ما يسبب صعوبة فهمه لطبيعتهن في ما بعد، ويعتقد الكثير من الشباب أن الحياة بين الطرفين قائمة على مبدأ الرجولة وإثبات الذات متمسكا ببعض معتقدات الأجيال السابقة وأن على المرأة المكوث في بيتها ومسؤوليتها خدمة زوجها وأبنائها. على الشباب قتل الجهل بالقراءة عن الحياة الزوجية والمرأة ومعرفة الأساليب الطيبة التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء بشكل عام ولين جانبه لزوجاته أمهات المؤمنين دون أن ينقص ذلك من قدره عليه الصلاة والسلام. كبت المشاعر ويشير الشاب مؤيد فلفلان إلى أن نشأة الشاب تؤثر بشكل كبير في طريقة تعامله في المستقبل إذ إن الوالدين تقع على عاتقهما مسؤولية التعبير عن المشاعر وتعليمها لأبنائهما من الجنسين إذ تعمل بعض الأسر على قتل مشاعر ابنهم الشاب بدعوى أنه رجل وعليه التحلي بصفات الرجولة القائمة على القوة والتحدي وكبت المشاعر وسيؤدي ذلك بكل تأكيد إلى انعدام الرومانسية والمشاعر العاطفية الطيبة لأفراد عائلته وزوجته على وجه الخصوص، وإن تربى على أساس التعامل الحنون مع إخوته وأخواته والخوف عليهم وإظهار محبته لهم سيستطيع بكل تأكيد التعبير عنها لزوجته وأبنائه. ويضيف: بعض الشباب يتعمد اللعب بمشاعر الفتيات ليعيش دور البطل لاستخفافه بأهمية تلك المشاعر الإنسانية التي لم يعرف قيمتها ويحرم نفسه وأسرته منها وأعرف أحد أصدقائي الشباب الذي يستمتع باللعب بمشاعر الفتيات على الرغم من أنه متزوج ونصحته وبقية الأصدقاء بتوفير تلك المشاعر لزوجته وطفله ولكنه يأبى إغلاق باب الاستهتار بالمشاعر ما سبب له الكثير من المشاكل الزوجية منذ بداية حياته. هدايا من المحلات النسائية نورة علي (موظفة في محل مستلزمات نسائية) تقول: يقبل بعض الشباب على شراء بعض الحاجيات كهدايا لزوجاتهم ويقفون عادة أمام بوابة المحل وذلك لأن القوانين تمنع الشباب من الدخول بمفردهم دون وجود عائلة بصحبتهم ويفضلون شراء القطع الجديدة ويظهر على بعضهم الإحراج إذ قد يكونون غير معتادين على شراء هدايا لزوجاتهم وهو مؤشر جيد إلى الاهتمام بالطرف الآخر لأن العادة جرت على اهتمام الزوجة فقط وتقديم الهدايا من طرفها وعدم اكتراث الزوج بمناسبات زوجته كحفلات الميلاد وذكرى الزواج ما يسبب لبعضهن إحباطا من استمرارية الاهتمام بالمناسبات التي تخلق جوا عاطفيا متجددا بين الزوجين. رومانسية مبتعث ومن جهته، يقول الشاب المبتعث فهد غانم: تغيرت الكثير من المفاهيم المغلوطة التي تربينا عليها أنا وعدد من زملائي بعد أن انتقلنا للدراسة في الخارج، فقداكتشفنا أن العلاقة بين الطرفين ليست مبنية على شكوك ووساوس غريبة ومن الممكن أن نتعامل بسلاسة مع الأستاذة الجامعية أو الزميلة في الصف دون أية مشاكل وعلاقة مبنية على أساس من الاحترام والتعاون الأمر الذي جعلني أفكر في الارتباط من شابة سافرت للدراسة في الخارج تسهل علي تربية أبنائنا على القيم الأخلاقية الصحيحة دون وضع حواجز شائكة ومخيفة للتحذير من التعامل مع الجنس الآخر. وتستغرب فاطمة العمودي تمسك الأسر بالعادات القديمة في الارتباط والتي من شأنها تهميش المشاعر العاطفية وتقول: لم يعد في زمننا هذا ما يسمى بالعيب وهي الكلمة التي يرتكز عليها الأبوان في التربية، إذ التعامل مع الأنثى يعد في نظرهم عيبا، والحديث مع الشاب يعد خداعا للعائلة والكثير من صناديق مغلقة وضعت الأسر أبناءها بداخلها وأغلقت عليهم خوفا من التغيرات الحياتية الطبيعية، ولذلك عندما يكبر الشاب يجد حرجا وصعوبة في التعبير عن مشاعر صادقة لقريبته أو فتاة قدر له أن يلتقيها ويرغب في الارتباط بها وتواجه الأسر رغبات الأبناء بالزواج من شخصيات محددة بالمحاربة واستخدام الرضى والغضب كسلاح للضغط على الشباب، مع أنه من المفترض أن يتوقعوا حدوث الكثير من المخالفات حال رفضهم الموافقة على الارتباط بطريقة صحيحة وبرغبة الطرفين. وداعاً «أبو سروال وفنيلة» الشابة لولوة الشميري تعلق بسخرية: لم يعد الشاب السعودي «أبو سروال وفنيلة» كما يتداول في النكات الساخرة ولكنه ارتدى لبس الكاجوال متأثرا بثقافات أخرى ومحاولا التمرد على العادات التي تحرمه التصرف والتعبير بحرية عما يشعر به وأصبحوا من زبائن محلات الهدايا ويتفنون في هدايا المناسبات لأخواتهم وزوجاتهم ووجد بعضهم متنفسا للتعبير عن الرأي دون حرج. ويرد معتصم عبد الجواد: بعض الشباب يستسهلون التعبير عن مشاعرهم لغير محارمهم مبتعدين عن إحراج الضمير الذي يؤنبهم بنقص الرجولة عندما يعبرون عن عواطفهم لأمهاتهم أو أخواتهم وبالتالي زوجاتهم وأبنائهم فتجد بعضهم يغدق على زميلة أو صديقة الكثير من الهدايا والعبارات العاطفية في حين أنه يستصعب نطقها لمن هن بحاجة إليها وأولى بها، ولاحظت تغير الكثير من الشباب عندما يفقدون الإحساس بالاهتمام بعد وفاة أمهاتهم أو زواج أخواتهم ويندمون على التفريط في تقوية علاقة أسرية بأساليب عاطفية سهلة لا تستدعي الكثير من المال وكذلك الزوجة التي تحرم من العبارات الرومانسية بعد الزواج بسبب شعور الشاب بأنها ملك له الآن وليس من حقها التراجع عن قرار اختيار إكمال مسيرة الحياة معه وإن كانت شرعا وعرفا هي أولى وأحق بطيب المعاملة. تعلق الأخصائية الاجتماعية سامية فلاتة بقولها: تعود أسباب التعامل غير اللطيف من قبل الشباب إلى بعض أساليب التربية، إذ تربي بعض الأسر أبناءها باستخدام العنف لمنعهم من التعبير عن مشاعرهم كالبكاء أو إظهار الضعف في بعض المواقف وانتشار ثقافة العيب في حال احتاج الشاب إلى شخص لمساندته أو الاستماع إلى أحزانه وما يمر به من مواقف صعبه في الحياة وتصبح النتيجة النهائية بشكل طبيعي هي عدم قدرة الشاب على التعبير عن مشاعره أو وصف أحاسيسه بشكل جيد بعد التعود على كبتها لفترة طويلة ويخجل من التعبير عن حبه لأي طرف آخر في حياته كالأخوات والأهل والزوجة والأبناء، وفي بعض الحالات تحاول الزوجة استخراج المشاعر العاطفية الكامنة في نفس زوجها وتعويده على أسلوب التعبير اللفظي والفعلي للمشاعر.