كان مساء الأربعاء الفائت، موعداً لظهور ممثلينا في البطولة الآسيوية، فالشباب الذي غادر الرياض لشرق القارة قبل المباراة بأسبوع، وبالتزام وانضباط للاعبيه، بل وتناقلت وسائل الإعلام المختلفة صورة رائعة للاعبه نايف القاضي وهو داخل الطائرة يتلو القرآن، بصورة جميلة تقدم قدوة حسنة للنشء، ومع هكذا التزام وحرص وتفان كان يجب أن يثمر كل ذلك على حسن الأداء داخل الملعب وهو فعلاً ما كان، فظهر الليث بديعاً، لم يرهبه الجمهور، ولم يعل محيا الفريق الارتباك عندما قبل هدفاً، بل على النقيض كانت ردة الفعل جداً إيجابية، فتحول الملعب الياباني إلى أشبه بمسرحٍ يقدم أجمل المعزوفات في كرة القدم، فتسلطن عطيف وتلاعب رافينها وتعملق فرناندو وحضرت الكتيبة البيضاء بأبهى حلة، فدُق المسمار الأول بنعش اليابانيين بقدم فرناندو هناك، وبإذن الله ستكون نهاية أحلامهم في الدرة. وبينما كانت المواقع الإلكترونية والحسابات الشخصية تشيد بما قدمه الشباب وتثني على حضوره المبهر، فوجئنا ببعض الأقلام والتي تقلل من الفريق الياباني وتصفه بالضعيف وهي بذلك ضمناً تحاول مصادرة إبداعات الشيوخ هناك، وبظني لو أن أحدهم عاد فقط لمشواركاشيوا في البطولة لأدرك من أول وهلة بأنه على خطأ، وبأن هذا الفريق لم يقهر في أي مباراة، بل توزعت نتائجه ما بين الانتصار أو التعادل في حين ظلت صفحة الهزيمة بيضاء لديه، ولا أدري كيف يكون مثل صاحب هذا السجل المميز ضعيفاً في نظر أولئك، عموما استراق نظرة واحدة لكتابة تلك الأقلام وأين توجهاتها تدرك بعدئذ سبب نحوها هذا المنحى الغريب، فقد صدق من قال: الجنون فنون! وعلى عكس الشباب كان حضور ممثلنا الثاني باهتاً فلم يقدم الكثير أمام الفريق الكوري، بل بدا وكأن الفريق لا حول له ولا قوة بغياب فيكتور ورحيل عماد الحوسني، حيث لم يدرك التعادل إلا قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، وليت الأمر اقتصر على المستوى الفني المتواضع، بل تعدى ذلك إلى المظهر العام للاعبين، ففي حين هناك أشدنا بالتزام الليوث وصفقنا لصورة نايف القاضي والمصحف بيده، يجب هنا أن نستهجن تلك القصات الغريبة من لاعبي الأهلي، والتي صراحة لا أدري كيف مرت على جهاز الكرة في النادي العريق قبل المباراة، ولذلك لم نفاجأ بتلك النتيجة التي كان يمكن أن تكون أسوأ، لأنه ببساطة اللاعبون كانوا مشغولين عن الملعب بشعرهم، فالجل بللهم أكثر من عرق الجهد الذي بذلوه، ولذا أتمنى وقفة صادقة ومحاسبة من القائمين على قلعة الكؤوس قبل أن تغزو تلك الظاهرة بقية الرؤوس! شكراً للجزيرة.. الصحيفة والقناة في حين كان الليث الشبابي يرحل إلى اليابان ممثلاً للوطن في أكبر بطولات القارة كانت للأسف قناة الوطن وصحفها تغط في سبات عميق، وكأن الشباب ليس فريقاً سعودياً ولا أدري أ أضحك من حال تلك الصحف أم أبكي؟! ففي حين وجدناها ترسل موفديها لبطولات ودية ومشاركات فردية لبعض الفرق، وجدناها بالمقابل تتعامى عن الفريق الأبيض، وترسله إلى دائرة التهميش، ووسط هذا الركام من إهمال تلك الصحف عن واجباتها، وجدنا بالمقابل صحيفة الجزيرة هي بقعة الضوء الوحيدة التي كنّا نقتات أخبار ممثل الوطن من خلال موفدها المراسل النشط الأستاذ ناجي الحقباني الذي أبدع غاية الإبداع هناك، فقدم مواد صحفية يومية كانت أشبه بالرسائل التي وضعت المشجع الشبابي وكل مهتم بالصورة، فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وسلط الضوء عليها، فشكرا للجزيرة الصحيفة الوحيدة التي غطت رحلة ابن الوطن في الغربة حتى عاد بالتعادل المفرح للوطن. أما قناة الوطن فللأسف طوال الفترة الماضية وهي مشغولة بنقل المباريات الودية للأندية، في حين لم تجهد نفسها ولم تتابع رحلة الليوث أو ترسل أحدا من مراسليها هناك حتى ظننت أن البطولة التي يشارك فيها الشباب هي بطولة جد هامشية، وبظني أن هذا التصرف غير المهني لا يبرره إلا أن القناة ربما أرادت أن تعاقب الشباب على مطالباته نهاية الموسم الكروي السابق بالسماح لوسائل الإعلام المختلفة نهاية المباريات في أخذ لقاءات مباشرة مع لاعبي الليث وهو ما حدث وقتئذ، بالمناسبة وعلى النقيض من قناة الوطن كانت قناة الجزيرة الرياضية في قلب الحدث، فقدمت قبل المباراة برنامجاً مميزاً بعنوان الشباب والطموح الآسيوي، وخلال المباراة كان مراسلها هناك في تغطية مباشرة، وحتى بعد نهاية المباراة بيوم تحدثت في برنامج مباشرعما قدمه البطل السعودي، وأشادت بما قدمه، فشكراً للمهنية أينما كانت. لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد!! كنّا قد أنهينا الموسم الكروي الماضي نهاية درامية تحكيمياً بقيادة مرعي العواجي في نهائي كأس الأبطال عندما أغفل هدفاً صريحاً في الشوط الأول لليوث، وها نحن نفتتح الموسم الجديد بذات السيناريو الدرامي حيث أطلت الأخطاء التحكيمية في مباراة السوبر بقيادة عبد الرحمن العمري، ومن ثم عُزف ذات الوتر النشاز تحكيمياً في لقاءي النصر بنجران والفتح بالتعاون، ولا أدري ماذا حملت أيضاً مباراة الاثنين بين الشباب والاتحاد من أخطاء، فالمقال تمت كتابته قبل إقامتها لكني أتمنى ألا تكون كسابقاتها، عموما يبدو أنه مع هذه البداية المخيفة تحكيمياً ستُغتال أي نبرة تفاؤل في قضاة الملاعب، بل وستزيد الضغوط عليهم، وسيكونون في مرمى النقد بشكل مبكر، وأعتقد أن هذا هو المتوقع لأن الجودة أصلاً مفقودة إلا بعدد محدود من الحكام، إضافةً إلى أن هنالك عددا كبيرا ممن أُعطي أكثر من فرصة ومازال بمستوى متدن ومع هذا نجد لجنة التحكيم تصر عليهم وتواصل مسلسل تكليفاتهم، لذا انتظروا في القادم المزيد من الكوارث! تويتر: @sa3dals3ud