فكرة صغيرة يتصدى لحملها شاب أو عدد قليل من الشباب المتحمس يمكن أن تكبر مع الأيام وتتحول إلى عمل عظيم وتأسيسي وملهم لأنها في الأساس تستند على قاعدة سليمة وتستمد أهميتها من أهمية ذلك الإنسان الذي تسعى إلى تخليده وإحياء ذكراه. تلك هي مبادرة «غازي في عقولنا» التي أطلقها عدد من الشباب منذ ثلاثة أعوام تكريماً لذكرى الدكتور غازي القصيبي رحمه الله. يقول مؤسسها الأستاذ خالد أبو شيبة ل «الجزيرة»: إن فريق المبادرة عمد هذا العام إلى تفعيل الجانب الإنساني للمبادرة وذلك بزيارة المرضى المنومين في المستشفيات وإهدائهم بعض كتب الدكتور غازي القصيبي. صورة جميلة من صور الوفاء لرجل وطني عظيم هو غازي القصيبي يقدّمها شباب ربما كانوا يمثِّلون الرمز لكل ما يثيره اسم غازي القصيبي من معانٍ ودلالات في خيال الناس العاديين الذين عاشوا إنجازات غازي القصيبي أو سمعوا عنها وفي خيال النخب والمثقفين وعموم القراء الذين أمتعهم القصيبي بشعره وقصصه ورواياته وفكره وكل ما قدّمه من أعمال ومشروعات فكرية تنبض بالوطنية والاستنارة. غازي القصيبي اقتحم ساحة الثقافة وساحة العمل الوطني عندما كان في سنِّ أولئك الشباب وأصغر! وعندما يُطلِق هؤلاء الشباب مبادرة «غازي في عقولنا» فهم يؤكدون على أن الثمار التي زرعها غازي قد أينعت، وأن شباب غازي يتجدّد عبر هؤلاء الشباب وعبر الأجيال التي ستأتي من بعدهم. وهؤلاء هم الذين عمل من أجلهم غازي القصيبي حتى آخر يوم في حياته وعبر المواقع المؤثِّرة العديدة التي تصدرها في الأجهزة الحكومية المختلفة وفي منابر الثقافة وساحاتها. يستحق الدكتور غازي القصيبي أن تُطلق من أجله المبادرات، وقد فعّلت ذلك أيضًا مؤخراً جامعة اليمامة بالرياض عندما أنشأت كرسياً باسمه. وتبقى المبادرة الفردية التي قام بها الشباب باسم «غازي القصيبي في عقولنا» من أجمل المبادرات لأنها تنسجم، بالضبط، مع ما كان غازي القصيبي ينشده من إحياء روح المبادرة لدى الشباب وتحفيز روح العمل الإبداعي في شتَّى المجالات وإطلاق تلك الروح من عقالها فقد كان يؤمن أن شبابنا لا تنقصهم المواهب ولكنهم يحتاجون إلى الحافز الذي يثير هذه المواهب وينتشلها من مكامنها واليد الخبيرة القديرة التي تٌخرج الجواهر المكنوزة في الأعماق. شكراً لشباب المبادرة، ويظل غازي القصيبي في عقولنا وفي قلوبنا أيضاً. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر