- علي بلال/تصوير - عبدالرحيم نعيم: لم يهدأ الجهاز اللاسلكي والخطوط الهاتفية في غرفة عمليات إدارة مرور الرياض لحظة الإفطار التي تستقبل بلاغات المواطنين، أحدهم يبلغ عن حادث وآخر يريد خدمة خاصة أو عامة، والأفراد في غرفة العمليات يؤدون عملهم مع فرق المرور الميدانية على قدم وساق مكتفين بالأسودين لحظة الإفطار. «الجزيرة» رصدت حركة البلاغات داخل غرفة العمليات، ووقوف الفرق الميدانية في الطرقات لمنع الحوادث وحفظ الأرواح لحظة ساعة الصفر وهم في الميدان والإفطار في سياراتهم بعيداً عن الأجواء الحميمة يلبون نداء الواجب الإنساني. وكشف مشرف غرفة العمليات بمرور مدينة الرياض الرقيب سهل حمود العتيبي عن 288 بلاغاً تلقتها غرفة العمليات مساء أمس من الساعة الثانية ظهراً إلى السابعة مساء تشمل 197 حوادث تلفيات و47 خدمات خاصة و 39 خدمات عامة و5 حوادث إصابات. وقال العتيبي إن مهام العمل في غرفة العمليات تحتم على جميع العاملين الاكتفاء بالتمر والماء التي يتناولونها وهم على مكاتبهم أثناء متابعتهم للبلاغات الهاتفية واللاسلكية من دوريات الميدان، مشيراً إلى أن العمل في غرفة العمليات خلال ساعات الذروة ولحظة الإفطار له متعة خاصة، حيث يفطر الفرد بتمرات وهو يتحدث بالهاتف مع المتصلين ويواصل عمله حتى نهاية الفترة. وقال العتيبي إنّ الأفراد يستقبلون البلاغات هاتفياً ويمررونها لاسلكياً إلى الدوريات العاملة في الميدان، مشيراً إلى أنّ فترة ذروة البلاغات تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً الى الساعة الثانية صباحاً ، ومعظم البلاغات التي تصل إلى غرفة العمليات خلال هذه الفترة، إما أن تكون عن حوادث مرورية نتيجة السرعة التي تشهدها الشوارع قبيل الإفطار أو طلب مساعدة من قبل مواطنين ومقيمين. وأكد العتيبي أن غرفة العمليات في إدارة مرور الرياض تعمل على مدار الساعة بشكل مستمر في استقبال البلاغات وتمريرها ومباشرة الحالات، حتى يتم الوقوف عليها والانتهاء منها وإقفال البلاغ بشكل نهائي، مشيراً إلى أن غرفة العمليات تعتبر حلقة الوصل بين المواطن ورجال المرور، حيث يقومون بمتابعة البلاغ وتحريك الفرق اللازمة والبقاء على تواصل عبر أجهزة الاتصال اللا سلكي لوصف الطرق المؤدية لموقع الحادث لضمان سرعة وصول فرق المرور في أسرع وقت ممكن، وهم دائماً على هبة الاستعداد لتلقِّي أي بلاغ من قبل المواطنين والمقيمين والتعامل معها. من جانبه أكد رئيس مجموعة الحوادث الرقيب نواف عبيد الرشيدي، أنّ تناول الإفطار ونحن بعيدون عن أسرنا لا يشغلنا عن أداء واجبنا في خدمة الوطن والمواطن، ونحس بالسعادة ونحن نساهم في إنقاذ أسرة من حادث مروري أو حالة تعطل مركبتهم. وقال الرشيدي في أحد الأيام وقبيل دقائق من أذان المغرب تلقّينا نداءً بضرورة التحرك لمباشرة أحد الحوادث المرورية، فتحركنا بسرعة باتجاه موقع الحادث ولم يتسنّ لنا سوى أخذ بضع تمرات وقليل من الماء، ودخل أذان المغرب ونحن في طريقنا لمباشرة الحادث، وعلى الرغم من شدة الجوع والعطش فقد خففنا الإفطار لمباشرة الحادث بسرعة وإنقاذ حياة المصاب. وقال الرشيدي إنّ العمل النبيل والرسالة السامية تتبلور في تلبية نداء الواجب وتقديم العون والمساعدة لكل من يطلبها، وذلك ما يُسهم وبشكل كبير في التخفيف من ألم البعد ووحشة الفراق عن مشاركة الأسرة الأجواء الرمضانية، مشيراً إلى أن بلاغات مباشرة الحوادث ليس لها وقت معين، فأحياناً نتلقّى بلاغاً ونحن على مائدة الإفطار فنترك الإفطار ونهبّ بسرعة للإنقاذ، وتارة أخرى قد يفاجئنا حادث طارئ قبيل لحظات قليلة من موعد السحور والإمساك ولا نلحق السحور، وأن هذا العمل يتطلب تجنيد النفس لإنقاذ الآخرين على مدار الساعة، مشيراً إلى أن أكثر الحوادث التي يتم مباشرتها تكون قبل الإفطار لأنّ مستخدمي الطرق يكونون مستعجلين، فمنهم من سيفطر في مكان ما ومنهم من معه أغراض للبيت وهذه الأوقات تشهد ذروة الحوادث، إلاّ أن معظمها حوادث خفيفة تلفيات وإصابات خفيفة قد تصل نسبتها إلى 4%. وأكد رئيس مجموعة الحوادث أن الفرق المرورية الميدانية تواجه ذروة الزحمة بعد صلاة التراويح لارتياد الأسر للأسواق، مشيراً إلى أن جميع أفراد الفرق المرورية الميدانية يتم توزيعهم إلى ورديات لفك اختناقات الأسواق والمحلات التجارية. وأوضح الرشيدي أن الكثير من رجال المرور في الميدان يتعرضون لمواجهة حوادث قبل وقت الإفطار بقليل ولم تنته إلا بعده بساعات، فليس هناك وقت للأكل والشرب لأشخاص ينقذون الأرواح، وكذلك المعاناة التي تواجه رجال المرور التجمهر من المواطنين ومضايقتهم خلال حوادث السير، داعياً مرتادي الطريق الحد من السرعة الزائدة في أوقات المغرب قبيل الإفطار، مؤكداً أن معظم الحوادث التي تقع في شهر رمضان تكون وقت المغرب، إذ يسعى السائق للعودة سريعاً لمنزله ليفطر مع أسرته.