سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اطلعنا على المقال المنشور بصحيفتكم الغراء في عددها الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 24 شعبان 1434ه الموافق 3 يوليو 2013م، للكاتب عبد الله بن حمد الحقيل تحت عنوان: (الارتقاء بالسياحة الداخلية ورفع مستوى الوعي السياحي)، والذي أشار فيه مشكوراً إلى النقاش المجتمعي المتزايد نحو استثمار السياحة الداخلية وعقد الندوات واللقاءات عبر وسائل الإعلام، إضافة إلى تناوله ما تقوم به بعض المناطق السياحية في المملكة نحو توفير الخدمات والمراق والمشاريع الحديثة وبرامج الترفيه والمساكن المناسبة والألعاب والأسواق والمطاعم والمنتزهات، وغيرها وما ذكره الكاتب الكريم من أن بعضاً من مواطنينا يعرفون الكثير من بلدان العالم وأماكن السياحة فيها أكثر مما يعرفونه عن مناطق بلادهم. ويسر الهيئة العامة للسياحة والآثار أن توجه شكرها للكاتب الكريم على وعيه العميق تجاه مفهوم السياحة الوطنية ودعوته العديد من الجهات الأخرى للتعاون في تطويرها، وما تضمنه المقال من أفكار بناءة توضح أهمية السياحة الداخلية وفوائدها على المجتمع والاقتصاد والوطن ككل. وفيما يخص ما طرحه الكاتب من اقتراحات حيال تنظيم الرحلات لبعض المواقع السياحية والأثرية وتوفير المعلومات عنها، نود أن نوضح أن اليهئة تعتبر قنوات التوزيع الوسيلة المباشرة للتواصل مع السائح ومساعدته في تخطيط رحلته وتنفيذها، ويعتبر قطاع منظمي الرحلات السياحية المحرك الرئيس لتنمية وتحفيز وتطوير واستدامة صناعة السياحة من خلال إيجاد برامج وأنشطة سياحية متكاملة يقوم بتصميمها وتسويقها وتنفيذها، مما يساعد على زيادة الحركة السياحية الداخلية واستمتاع السائح بتجربة سياحية متميزة وآمنة، وقد قامت الهيئة بترخيص 410 وكالة سفر وسياحة تعمل من خلال 1010 مكتباً حول المملكة، كما تم تأسيس قطاع جديد هو (منظمي الرحلات السياحية) وقد بلغ عدد المنظمين المرخصين 209 منظمين يعملون من خلال 263 مكتباً حول المملكة، تم تدريبهم وإطلاعهم على الخبرات العالمية، كما اعتمدت الهيئة (375) برنامجاً سياحياً من العام 2009م إلى 2012م، تم إدراجها ضمن الحملات التسويقية للهيئة، إضافة إلى الترويج لها في مركز الاتصال السياحي، وفي مجال توفير المعلومة المباشرة للسائح رخصت الهيئة 204 مرشد سياحي حول المملكة للمساهمة مع منظمي الرحلات في إنجاح الرحلات السياحية. أما فيما يتعلق بجهود الهيئة التي تبذلها في تأسيس وتكوين الوعي السياحي، فنود التأكيد على أن الهيئة تتبنى في هذا المجال العديد من البرامج ومنها مبادرة اللقاءات التعريفية بأهمية السياحة الداخلية للمستثمرين، والتي وصلت لعدد (11) لقاء تعريفي بمختلف مناطق المملكة حتى منتصف العام 2013م، وقج شملت المناطق كل من (جازان، تبوك، عسير، الجوف، محافظة الطائف، نجران، الشرقية، المدينةالمنورة، الباحة، حائل، محافظة الاحساء). كما تتبنى الهيئة مبادرة توعية الشباب والمواطنين بما تؤديه تهيئة السياحة للمواطنين في مناطق المملكة من دور فاعل في تعريفهم على بلادهم وترسيخ اللحمة الوطنية من خلال ربطهم ببلادهم وإبراز مكتسباتها الحاضرة، وما تمثله مواقع التراث الوطني من شواهد على أصالة هذه البلاد وإسهام مواطنيه في تأسيسه ووحدته، ومن هذه المبادرات مبادرة (ثمين) ومبادرة (لا يطيح) والتي يمكن الاطلاع على تفاصيلها وإنجازاتها عبر الموقع الإلكتروني للهيئة www.scta.gov.sa. وفي هذا المجال تنفذ الهيئة كذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) والذي يأتي استكمالاً للسعي نحو تعميق الثقافة السياحية لدى المجتمع من خلال التركيز على المجتمع التعليمي وتحقيق التوعية الشاملة نحو فهم مقومات التفاعل بين طرفي العملية السياحية البسيطة (السائح والمضيف)، وذلك عبر الأنشطة التربوية المختلفة وقد تم تأهيل أكثر من نصف مليون طالب منذ بدء البرنامج، كما بدأ تأهيل الطالبات قبل ثلاث سنوات، وتم حتى الآن تم تأهيل أكثر من 50000 طالبة، ويتم إشراك جميع أسر الطلاب من خلال مسابقة الأسرة ومنح جوائز قيمة للأسر الفائزة. كما تنفذ الهيئة برنامجاً تثقيفياً توعوياً اسمه (السياحة تثري) يستهدف توعية المجتمعات المحلية بالآثار الايجابية للسياحة، ومدى مساهمتها في المحافظة على التراث العمراني والآثار، بالإضافة إلى إبراز المنافع التي يمكن أن تتحقق من هذا القطاع كتحسين مستوى الدخل وتوفير فرص عمل، ويتم ذلك من خلال تنظيم ورش عمل يدعى لها قيادات من المجتمع المحلي من مسؤولي القطاعات الحكومية والمستثمرين والمهتمين بالشأن السياحي، وشارك آلاف الأشخاص في ورش البرنامج التي انطلقت قبل أربع سنوات وتجاوز عددها 150 ورشة حتى الآن. وفي مجال التعامل الأمثل مع البيئة ولضمان تقليل الآثار السلبية الناتجة من السياحة عنها تم تنفيذ برنامج لا تترك أثر الذي استفاد منها قرابة 400 ألف سائح حتى الآن. وهناك جهود توعوية أخرى تقوم بها الهيئة مثل نشر قواعد السلوك السياحي، وطباعة المجلات السياحية مثل ترحال باللغة العربية، وسعودي فويجر الانجليزية، ونشرة سياحة وآثار، وكذلك توزع مجاناً وبكميات كبيرة البروشورات التثقيفية والكتيبات التي توزع في مراكز المعلومات السياحية المنتشرة في المملكة والمطارات والمواقع السياحية. وختاماً.. نكرر شكرنا لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالموضوعات المتعلقة بالسياحة الوطنية، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.. ماجد بن علي الشدي - مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار