خلال الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى ستقام مباراة بين فريقي الاتحاد والأهلي، وهي مباراة ودية حسب اتفاق الناديين يكون ريعها لعائلة اللاعب الدولي محمد الخليوي المتوفى حديثاً رحمه الله تعالى، ورغم جمال الفكرة من حيث مظهرها الخارجي، وما تصورها من تعاضد وتكاتف بين الرياضيين، إلا أنها بالمقابل تميط اللثام عن التسويف في تكريمه وتجاهله وهو المعتزل منذ أعوام.. .. وغيره من اللاعبين الكثير والكثير، فاللاعب الذي لم يدخر جهداً وبذل من صحته الكثير خدمةً لوطنه، يريد أن يشعر بقيمته في حياته، ويرى امتنان المحيطين له بما قدم، ويصعد المسرح ودقات قلبه لازالت تنبض ليقرأ بوجوه الحاضرين تقديرهم لتضحياته، ولذلك قرأنا قبل أيام تصريحاً للاعب دولي يصرخ فيه بصوتٍ عال: كرموني قبل أن أموت. ولكن ما أراه - للأسف - من مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن مسيري الأندية هو أشبه بالجحود لما قدمه أولئك النجوم، ونكرانٌ لما بذلوه من تعب، فالحديث عن صندوق اللاعبين أو الوفاء - سموه ما شئتم - أصبح مكرراً مملاً، لا نجد له أي صدى أو تفاعل، ومآسي اللاعبين نقرأ عنها، ويشاهدها الجميع عدا المسؤول، والذي يكتفي فقط بالظهور أمام الفلاشات ليتحدث عن (الوفاء)، ولو قيض لهذه الكلمة من قدرة على الحديث لصرخت عالياً: كفى، فقد اغتلتموني، ولم يعد لي أي قيمة، لكثرة زيارتي على ألسنتكم، في حين أجدبت أرض الحقيقة مني. فكم من لاعب يصرخ عبر التلفزيون عما يواجهه من ضائقة مالية، ليتداخل مسئول اتحاد أو رئيس ناد وينتفش كالطاؤوس مبشراً بأن الحل خلال يومٍ أو يومين، لنفاجأ بعدها بشهور واللاعب يتداخل مجدداً ويفضح ذاك الطاؤوس. ولعل الحديث عن خاطبي الإعلام، واللاهثين خلف الفلاشات لن يكفيه مقال، ولن يوجزه موضوع واحد مهما طال، فذاك المسئول يتبرع بحفل اعتزال اللاعب الفلاني بمبلغ وقدره، وتمضي السنون والسنون واللاعب سمع بالمعيدي فقط لكنه لم يره، والمسؤول الآخر يتحدث عن حل مشكلة اللاعب مع ناديه التي امتدت لسنين لنصعق بصوت اللاعب في برنامج تلفزيوني وهو يصرخ من الشارع بعد أن طُرد من بيته المستأجر، وثالث حفيت قدماه وهو يراجع لجان الاتحاد بحثاً عن حقوقه التي سُلبت ولم يجد سوى وعد قيل في لحظة (طناخة) من أحد أعضاء الشرف قبل أن يبلع وعده. ولا أدري حقيقة إلى متى ونحن حبيسو الوعود الوهمية للأحياء، والتكريم الذي لا يتعدى إقامة مباراة ودية لمن رحل إلى دار البقاء. من هنا وهناك - بتوقيع الرئيس النصراوي مع اللاعب الأهلاوي عبد الرحيم الجيزاوي، وقبله يحيى الشهري، يؤكد أن الطموح عال في منافسات الموسم القادم، وأن البحث سيكون حقيقيا عن البطولات، وإن كنت أرى أن هنالك (تكديسا) للاعبين في المناطق الأمامية بوجود المهاجمين الأجنبيين ألتون وأيفرتون بمعية باستيوس وخلفهم يحيى الشهري وعبد الرحيم الجيزاوي، وأعتقد أنه مع هذا العدد الكبير من اللاعبين ذوي النزعة الهجومية فإنه يستحيل تواجدهم في وقت واحد، وهو ما يعني هدرا للمال وعدم الاستفادة لجهد أحدهم إن لم يكن اثنين. - في حين أن فريقي الشباب والهلال قد اتفقا على (التخمة) في منطقة الوسط، فتم اختيار ثلاثة لاعبين من الأجانب الأربعة في تلك المنطقة، والعجيب أنهما أيضا تطابقاً في اختيار مدافع كوري، وأعتقد أن الفريقين الكبيرين بحاجة لالتفاتة للمراكز الأخرى وهي تحديداً قلب الدفاع، علاوة على شح المهاجمين الشبابيين، وضعف الحراسة الهلالية، وبظني إن لم يتم التحرك عاجلاً لرأب ذاك الصدع، فأعتقد أن القادم من منافسات قد لا يحمل البشائر لمحبي الناديين. - لازال الاتحاد يترنح في ديونه، فرئيس النادي ونائبه بحت أصواتهم وهم يناشدون محبي النادي بالمساهمة في حل تلك المشكلة، العجيب أنه إضافة لتلك الديون وجدنا مسيِّري النادي وقد تأخروا في استعدادات الموسم الجديد حيث لم يبدأ سوى في الثالث من رمضان، وبلا لاعبين أجانب، وسط أنباء عن غياب اللاعبين المحليين وعلى رأسهم المحور الأول في السعودية اللاعب سعود كريري، وبظني أن القادم سيكون أكثر سوداوية للفريق البطل إن لم تركل الخلافات الجانبية بين محبيه بعيداً، وتصبح مصلحة الكيان هي كلمة السر التي تجمع الشتيتين بعدما تفرقا. - يحسب للفريق الأهلاوي تحركه السريع وقدرته على التعاقد مع بديل للاعب العماني عماد الحوسني المصاب، وإن كنت أشيد بالتحرك إلا أني أستغرب حقيقة التأخر في البت بحالة اللاعب العماني، فضلاً عن السماح له بالمشاركة مع منتخب بلاده وهو الغائب عن فريقه في آخر الموسم بحاجة الإصابة، مما جعل الفريق الأخضر يدفع الثمن غالياً، حيث تفاقمت إصابة اللاعب وأصبح يحتاج لوقت أطول لكي يتعافى من إصابته. أين الطائي والجبلين؟ مازال الفريقان الأكبر في عروس الشمال يعانيان، فأبناء حاتم الطائي تواروا عن الأنظار بعد أن كانوا ملء السمع والبصر، فالرمادي الذي كان ذات مواسم خلت يسمى بصائد الكبار أصبح حبيس دوري الدرجة الأولى منذ أعوام، في حين أن غريمه التقليدي الفريق البني ليس بأحسن حالٍ، بل إن الفريق الجبلاوي يترنح في دوري الدرجة الثانية ولم يستطع حتى المنافسة على الصعود لدوري الأولى، وبرأيي فالفريقان يحتاجان ليس فقط لفزعة عضو شرف اعتدنا مساهماته ولا غيره، بل الأماني أن يكون هنالك مجلس رياضي للمنطقة يتبع للمسؤول الأول، ويتم من خلاله وضع الاستراتيجيات العامة والخطط المستقبلية، والبحث عن موارد ثابتة باستثمار ما هو موجود والعمل على التسريع بالانتهاء مما هو تحت الإنشاء من المنشآت الرياضية، وإلا فكل ما أخشاه أن يسقط الناديان العريقان إلى ما هو أبعد من ذلك. تويتر: @sa3dals3ud