اختتم المجلس الوزاري لصندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) الذي يمثل السلطة العليا للمؤسسة، دورته السنوية العادية الرابعة والثلاثين في العاصمة النمساوية «فيينا»، حيث تم استعراض ومراجعة إنجازات المؤسسة ووضع سياسات وخطة عمل العام المقبل. وقد تم خلال انعقاد المجلس، الذي يجمع بين وزراء المالية وغيرهم من كبار ممثلي الدول الأعضاء في أوفيد، إعادة انتخاب دولة قطر ممثلة من قبل يوسف حسين كمال رئيساً للمجلس: ودولة الجزائر ممثلة من قبل فريد طيبه، نائباً للرئيس. وفي بيانه الافتتاحي، تحدث السيد كمال عن مواصلة أوفيد لجهوده من أجل تعزيز مسيرة العمل في ظل اقتصاد هش وأزمة مالية عالمية، منوهاً إلى «الاختلاف الكبير» في الأداء بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وأشار إلى أن المجموعة الأخيرة قد شهدت بوجه عام نمواً أقوى، «إلا أن هذا النجاح يتطلب منا جيعاً في أوفيد أن نكثف المزيد من التعاون مع البلدان الشريكة سعياً في تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية». وفي كلمته مخاطباً المجلس الوزاري، أشاد رئيس مجلس محافظي أوفيد، عبدالوهاب أحمد البدر، بمجلس المحافظين، الذي اعتمد تمويلات تقدر قيمتها الإجمالية ب1.4 بليون دولار أمريكي خلال عام 2012 لدعم نحو 76 عملية إنمائية في كافة المجالات، والذي يمثل نسبة أعلى من العام الماضي». وأعرب عن شكره للدول الأعضاء على «تفهمهم لرسالة أوفيد وحرصهم على رؤية المؤسسة تواصل نجاحها». وقد تم بالإجماع خلال انعقاد المجلس إعادة تعيين مدير عام أوفيد، سليمان جاسر الحربش، لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات بدءاً من غرة نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام. وفي كلمته معلناً للقرار، عبر رئيس المجلس السيد كمال، وزير اقتصاد ومالية دولة قطر، عن بالغ تقدير وامتنان المجلس للجهود الحثيثة التي يبذلها الحربش في قيادة أوفيد لتنفيذ مهمته النبيلة، وعلى رأسها مبادرة الطاقة من أجل الفقراء، وأكد للمدير العام على أن المجلس سيواصل دعمه لمواجهة التحديات والمهام المقبلة. ومن جانبه، أعرب الحربش عن عظيم شكره وتقديره لإعادة تعيينه لولاية ثالثة، واصفاً السنوات العشر الماضية في أوفيد ب»فترة تغيير جذري». وأشار إلى أن هذا التحول قد انعكست نتائجه بالفعل على المؤسسة على صعيد العمليات وكذلك على الصعيد المالي خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعزى إلى التغيير الاستراتيجي وتعزيز الموارد المالية للمؤسسة. وشكر الحربش المجلس على الثقة الممنوحة، معرباً عن تطلعه إلى مواصلة خدمة المؤسسة جنباً إلى جنب مع جميع موظفي أوفيد من أجل تحقيق رسالته المتمثلة في التخفيف من وطأة الفقر في المناطق المحرومة في العالم. وفي بيانه للمجلس مستعرضاً ما حققه أوفيد من إنجازات وما قدمه من اعتمادات خلال العام المنصرم، ألقى الحربش الضوء على سجل أوفيد لعمليات دعم قطاع الطاقة التي تمت الموافقة عليها خلال 2012 في 37 بلداً شريكاً، مشيراً إلى أن تبني المؤسسة توصيات إعلان قمة أوبك الثالثة في 2007، والتي أكدتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين «الطاقة من أجل الفقراء»، ومطالبتها باعتبار فقر الطاقة الهدف التاسع المفقود ضمن الأهداف الإنمائية للألفية الثامنة قد لعب دوراً رئيساً أدى إلى استجابة دولية لقضية فقر الطاقة. وقد تم خلال جلسة أول أمس مراجعة البيانات المالية للمؤسسة للسنة المالية 2012، واعتماد التقرير السنوي لنفس العام (انظر البيان الصحفي رقم 12/ 2013). هذا وقد شهد المجلس الوزاري مراسم منح جائزة أوفيد السنوية لعام 2013 للشابة مالالا يوسفزاي، الناشطة الباكستانية ذات الخمسة عشر ربيعاً، من أجل تعليم وحقوق المرأة، والتي تسلمها والدها السيد يوسفزاي بالنيابة عنها. ومن المزمع أن تعقد الدورة القادمة لمجلس أوفيد الوزاري في شهر يونيه/ حزيران 2014 في العاصمة القطرية الدوحة.