اختتم أمس المجلس الوزاري لصندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، الذي يمثل السلطة العليا للمؤسسة، دورته السنوية العادية الثانية والثلاثين في مقره الدائم في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث تمت الموافقة على زيادة موارد المؤسسة بمبلغ إضافي جديد قدره بليون دولار أمريكي. وفي معرض تعليقه في هذا الشأن، أوضح مدير عام أوفيد، السيد سليمان جاسر الحربش أن هذه الخطوة تأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة والملحة للبلدان النامية في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وكمبادرة متجددة للتعبير عن التضامن بين بلدان الجنوب من الدول الأعضاء في منظمة الأوبك مع جيرانها الأقل حظاً. وأشار السيد الحربش إلى أن هذه الموارد الإضافية - بعد اتخاذ كافة الإجراءات الداخلية القانوينة - ستمكن أوفيد من زيادة حجم مساهماته المقدمة لدعم التنمية على مدى العقد المقبل، ولا سيما دعم المبادرة العالمية للطاقة من أجل الفقراء، فضلاً عن تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق هدف إتاحة الطاقة للجميع بحلول عام 2030. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التعهدات هي الجديدة من نوعها منذ نحو30 عاماً. وفي كلمته الموجهة للمجلس، عبَّر السيد الحربش عن امتنانه لهذا الدعم الإضافي، الذي من شأنه أن يعمل على تعزيز طموحات المؤسسة والوفاء برسالتها والقيام بدورها الرائد في إستراتيجية التعاون الخاصة بالبلدان الأعضاء في منظمة الأوبك، معلناً بذلك أن «هذه التمويلات الجديدة ستعمل على توفير الأسباب اللازمة لدعم نجاحاتها والمضي قدماً في تحقيق خططها». وتجدر الإشارة إلى أن مجلس أوفيد الوزاري، الذي ينعقد مرة كل عام، يجمع وزراء المالية وغيرهم من ممثلي الدول الأعضاء رفيعي المستوى من أجل استعراض إنجازات المؤسسة ووضع السياسات المستقبلية لها. وقد تم خلال هذه الدورة انتخاب دولة قطر لرئاسة المجلس، ممثلة من قبل معالي السيد يوسف حسين كمال، وزير المالية، ودولة الكويت نائباً للرئيس، ممثلة من قبل معالي السيد مصطفى الشمالي، وزير مالية دولة الكويت، لمدة سنة واحدة. ومن بين البنود الأخرى التي استوجب على المجلس النظر فيها، مراجعة البيانات المالية للسنة المالية 2010، واعتماد التقرير السنوي لنفس العام، وقد شهد المجلس الوزاري مراسم تسليم جائزة أوفيد السنوية للتنمية (2011) إلى الدكتور مازن الهاجري من الإمارات العربية المتحدة، رائد طب الأذن والأنف والحنجرة المعروف بأعماله الخيرية، حيث أجرى عمليات لا حصر لها لزرع قوقعة للأطفال الفلسطينيين، الذين عانوا من فقدان السمع.. وجدير بالذكر أن الدكتور الهاجري يحظى بمكانة كبيرة وشهرة عالية في مجال الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، وهو مشهور على نطاق واسع بين أقرانه لتفانيه في العمل وإجراء العمليات الجراحية للأطفال الفلسطينيين فضلاً عن تدريب الجراحين في غزة.