لم يعد الأمر خافياً، المتعلق بمشاركة فرقة حسن نصر الله والمليشيات الطائفية القادمة من العراق في المعارك الدائرة في سوريا؛ فالتنظيمات العسكرية والمليشيات الطائفية كوَّنت فرقاً قتالية، بعضها لديه قدرة تسليحية تفوق جيوش الدول، كفرقة حسن نصر الله التي يحارب أفرادها في محيط مدينة القصير وريف دمشق وطرطوس، كما أن المليشيات العراقية الطائفية من منظمة بدر ونظيرتها الإرهابية عصائب الحق تشارك في المعارك في وسط دمشق، إضافة إلى كتائب من الحرس الثوري الإيراني الذي أرسل مقاتلين متمرسين في حرب المدن، يقودهم ضباط، وعاد الكثير منهم إلى إيران جثثاً بعد قتلهم من مقاتلي الجيش السوري الحر. التدخل الأجنبي والغزو الطائفي الذي تتعرض له سوريا من قِبل عناصر طائفية محددة يفرض على المجتمع الدولي، وبخاصة الدول العربية، أن تتحرك، وتتخذ موقفاً حازماً تجاه هذا التدخل، الذي يُعد خرقاً فاضحاً للأمن القومي العربي. وإذ كان البعض يتحجج بمشاركة جماعات متشددة في المعارك ضد نظام بشار الأسد فإن تلك الجماعات وصمت بالجماعات الإرهابية، وبعضها وُضع اسمه على لائحة الإرهاب، وهو إجراء لا يعارضه أحد، فلا يجوز أن تُستغل مأساة شعب سوريا لتحقيق أجندات طائفية، أو حتى فكرية، ليس وقتها الآن؛ ولهذا فإن أقل ما يمكن فعله تجاه الغزو الذي تتعرض له سوريا الآن من الإرهابيين الطائفيين أن يُشخَّصوا، وتُعلن هذه التنظيمات والمليشيات، وتوضع على قائمة الإرهاب، وتحاسَب الدول التي تدعمها، وحتى التي تغض النظر عن أفعالها؛ ولهذا فيجب أن تُعلَن فرقة حسن نصر الله، الذي يحمل اسم (حزب الله) زوراً، على قائمة الإرهاب عاجلاً، ودون تسويف، وأن تلحق بها منظمة بدر العراقية التي يرأسها وزير المواصلات العراقي هادي العامري، وكذلك عصائب الحق العراقية؛ فهذه المليشيات فرق إرهابية، تقتل السوريين دون أن تُخفي ذلك، كما أنه يجب أن تحاسَب حكومة إيران لدعمها السافر لهذه المليشيات الإرهابية، ويُلفت نظر حكومة لبنان حتى وإن كانت حكومتها لا حول لها ولا قوة، لعدم قيامها بمنع مسلحي فرقة حسن نصر الله من تجاوز الحدود، وحكومة العراق لتسهيل ذهاب المليشيات الطائفية لسوريا لقتل السوريين. [email protected]