تتجه الأوضاع في سورية إلى أسوأ وأفظع من ما شهدته دولة يوغسلافيا التي تمت فيها أبشع عمليات الإجرام العنصري والتي أسموها زوراً ب(التطهير العرقي). الإجرام العرقي الذي تم في يوغسلافيا تركز على إخراج المسلمين من المناطق التي استولى عليها الصرب والكروات ليتم قتل وتهجير ملايين المسلمين ويتم بعدها إنشاء ثلاث دويلات واحدة للصرب وأخرى للكروات وثالثة للمسلمين. على أنقاض آلاف الضحايا وملايين الذين شردوا وأجبروا على ترك منازلهم ومدنهم وأفرزوا إلى المناطق التي خصصت إلى مكوناتهم الدينية والعرقية. الآن في سوريا يتكرر السيناريو نفسه ويقوم نظام بشار الأسد وبمساعدة مقاتلين من حزب حسن نصر الله وكتائب متخصصة من الحرس الثوري ومليشيات طائفية من العراق والتي ظهر منها ما يسمى بعصائب الحق وهي مليشيات طائفية متطرفة قدمت من العراق، وقد عملت هذه التشكيلات العسكرية على تنفيذ مجازر فرز طائفية في المناطق التي يراد لها أن تكون (دويلة العلويين) فبدأ مقاتلو حزب حسن نصر الله في المناطق الحدودية وصولاً إلى قرى القصير وامتداداً إلى محافظة حمص، في حين نفذ الشبيحة وعناصر مدربة على حرب الشوارع من الحرس الثوري الإيراني على تنفيذ مجازر في القرى السنية الموجودة في الساحل السوري وخصوصاً حول بنياس واللاذقية، وفي حي السيدة زينب تكفلت عناصر ميليشيات «عصائب الحق» العراقية بحرق منازل أهل السنة وقتلهم وإجبار الناجين منهم على ترك المنطقة. وهكذا بدأت عمليات (التطهير) بتصعيد الإجرام العرقي وتصعيده بأدوات أجنبية ومن عناصر ميليشيات مجرمة قادمة من لبنان والعراق وإيران وحتى من المتطرفين الهنود والباكستانيين، والهدف هو صنع (جيب) طائفي يربط الساحل السوري بلبنان لعمل تواصل ووجود قوي للنفوذ الإيراني من خلال إظهار الدعم للعلويين في الساحل والشيعة في لبنان، والوقود هم السوريون الذين يُقتَلون بالآلاف، وهذه المذبحة التي تتم من خلال سلسلة من المجازر كما يحدث في السيدة زينب ستتواصل إن لم يتم تدخل دولي مثلما حصل في يوغسلافيا التي لم تتوقف إلا بعد تدخل قوات الناتو، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي لوقف إبادة الأكثرية في سورية التي تتصاعد من خلال الدعم الإيراني الساخر فإن مئات الآلاف من الضحايا يُبادون ويتحقق لإيران صنع جيب طائفي في خاصرة العرب في سوريا ولبنان. [email protected]