ودعت في مطلع هذا الأسبوع الدكتور سلمان بن محمد السديري وداعاً ليس فيه رجعة ورحيلاً ليس به لقاء (إلا بمشيئة الله في دار أفضل ومنزلة أعلى)، رحل الدكتور سلمان رحيلاً مفجعاً للأحبة مقلقاً للصادقين معه مسترجعاً ساعات المحبة وصفاء نفس الفقيد وابتسامته المعهودة. سلمان ليس ككل من قابلت، رجل يحمل من صفات النبل ما لا يعد ولا يحصى، ورجل يحمل من التواضع ما يصعب على غيره حمله، محبوب المعشر، لطيف الجانب، دمث الأخلاق، بشوش الطلة. كأنه ودنياه على موعد فراق، فكأنما كان يحسب آخر لياليه وأيامه، يهاتف الأصدقاء القدامى ويطلب لقاءهم ويبتهج هنا ويزور هناك وكأنه يقول: سألقي عند رحيلي الحزن في قلوب الكثيرين ممن أحببتهم بصدق ويحبوني. ولا أدل من حب الإنسان سلمان في رحيله إلا اكتظاظ مكان العزاء بكل الأطياف وكل الطبقات وكل محبيه. كانت مقدرته -رحمه الله- أن يجمع الأطياف كلها رياضية وسياسية وأدبية واقتصادية وأكاديمية، بل يجيد التخاطب بها. كان رجلاً قابلاً للرأي والرأي الآخر، عزيز نفس ولي معه مكالمات ولقاءات عدة، عرفت بها سلمان بأنه رجلٌ نادرٌ في زمن غير زمنه. ودعناك يا أبا فهد والدموع تملأ المحاجر والعزاء أن آخر مكالماتنا كانت رضا وآخر ما طلبته مني كان منفذاً وآخر ما سمعته منك كان اطراء. ارحل يا سلمان فكلنا قلوبنا معك تنزف حباً وكل أصواتنا معك تلهج بالدعاء، ارحل واترك لنا محبتك تعزينا بك، ارحل واترك لك أثرك الطيب نفاخر به. نهاية: للأمير محمد السديري رحمه الله: لولا الهرم والفقر والثالث الموت يا الادمي بالكون يا عظم شانك [email protected] تويتر:@zabin2011