رحلَ الأمير محمد السديري منذ 3 عقود، ولكنه لا يزال نجماً متفرداً.. رحلَ السديري وترك وراءه تركة ثقيلة من الفكر والأدب والشعر.. ولست في مجال حصر إرث السديري الأدبي، ولست متملّقاً لرجل ميت أو مستعطياً من أحد، مع قربي الروحي له.. ولست متحدثاً عن سر نجاح السديري الذي ولد في الغاط ونجح في كسب محبة وعشق أهل الشمال له، وبعد أن خطط عرعر تخطيطاً مدنياً حديثاً فعل نفس الفعل في جيزان وأهلها وكسب محبتهم، وغريب أمر قدرة هذا الرجل السحرية على جذب الناس له، حيث امتد التنقل ليترك نجد معشوقته ويسكن الحجاز، وأيضاً يكون الطائف ميلاد حب بين محمد وبين كثيرين. الأنموذج محمد السديري لم يكن كريماً من ثراء، وسخياً من نعمة مفرطة، ولكنه كان محدود الموارد كثير النفقات، وهنا سر الكرم، فالكرم لا يمكن أن يكون من ثراء ولكن من قلة وجد، وربما كان للسديري المدفون في مزرعته نظرة اقتصادية جميلة في أن الزراعة يوما ما ستدر ذهباً وهذا ما فعلته بعد موته. رحل وكان قد أسس أول محمية طبيعية في بلادنا في الخفيات، رحل وترك محبته في قلوب الجميع، رحل وكان نجماً ولم يأفل إطلاقاً، رحل وترك مؤلفات عظاماً آخرها كان إطلاق الحداوي الكتاب التاريخي الجغرافي الشعري، رحل وترك مؤلفات في الشعر والأدب، رحل ولا يزال في طليعة شعراء العامية، رحل وأصبح شعراء من بعده يخرجون في الإعلام ليذكروا أنه ساجلهم ويوردون الأبيات المخلقة، وهذا دليل على أن نجوم الشعر يحتاجون لختم التأكيد منه - رحمه الله -، رحل أبو زيد وترك مجموعة من الأفكار والقناعات والرؤى التي لو دوّنت لمثَّلت تجربة فريدة، رحل وهو الرجل الذي في وقته فعل المستحيلات ورفع بيرق الولاء والانتماء، رحل وهو بحق رجل نادر خرج نتيجة أمور عدة هي وقت نادر وتربية نادرة وظروف نادرة وفكر فطري نادر، نتج عن أسطورة نادرة هو محمد بن أحمد السديري، رحل وهو جامع للمجد من أطرافه. نعم إنه أنموذج فريد في كل شيء، وربما يطول الزمن ليجود بأبي زيد آخر!! نهاية: على قلق كأن الريح تحتي تحركني يميناً أو شمالاً [email protected] تويتر:@zabin2011