عندما نتحدث عن الوطن فإننا نتحدث عن كيان كبير فيه العز والشموخ. فالوطن هو الأرض التي ولدنا فيها وتربينا بين أركانه وهو الأرض التي تمشي عليها أمجادنا وأحب الناس إلينا. الوطن هو من يحسسنا بكرامتنا وأمننا وملاذنا بعد الله في الدنيا وسبيل رزقنا. إن ثوابت الوطن هي توازنه في جاذبية تحمي توازنه فهو ذلك الشعار الذي ترفع به رؤوسنا وتحتل به مكانة الأمن والأمان ومهما تحدثنا عن الوطن فلن نوفيه حقا من حقوقه علينا.. وهي كثيرة والمحافظة عليها من نهج ديننا الإسلامي الحنيف فأمن الوطن مسؤولية كل مواطن، ذكرا كان أم أنثى، يجب أن يكونوا رجال أمن للحفاظ عليه وعلى ممتلكاته.. وخيانة الوطن من أبشع ما يعمله أي إنسان تجاه وطنه لأن خيانة الوطن والدين أمران متلازمان فلو حدثت الخيانة بأي صورة كانت أو كيفية حصلت فتعتبر الخروج عن النهج الإسلامي والطريق الصحيح. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (37، سورة الأنفال)، وقال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} (58، سورة الأنفال). من هنا ندرك ما للخيانة من مردود سيئ على صاحبه.. فهناك الكثير من الحساد والمفسدين الذين يكونون تبعية لفرد أو جماعات أو دول ينساقون وراءهم في التنكر لأوطانهم. إن خيانة الوطن من أفظع ما يعمله الإنسان وهي من كبريات الجرائم فهي جريمة لا يقبلها شرع أو مجتمع.. فالخروج عن قانون هذا الوطن الكبير مهبط الوحي أو التمرد عليه أو إيثار الفوضى بأي صورة كانت أو إرضاء لأي دولة تريد أمن هذا الوطن ومحاولة إحداث زعزعة أو رفع شعار من الشعارات الهدامة لهو حق خروج عن المنظومة الإسلامية التي هي أمن هذا الوطن، ومحاولة إحداث زعزعة أو رفع شعار من الشعارات الهدامة لهو حق خروج عن المنظومة الإسلامية التي تحارب منذ بدء الدعوة الإسلامية. قال عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. فهذه المحظورات التي نهى عنها ديننا موجودة لكل خائن أو تقمص الخيانة. فالضمائر عندما تسلب أو تستأجر من أصحابها فهي بذلك تجرده من قول إنه مواطن شريف غيور على دينه ووطنه. فالأعداء قد يصافحهم عديمو الضمائر والجهلة فيقومون على إثارة البلبلة بي نوع أو تحت أي مسمى. وليدرك مثل هؤلاء أن هذه البلاد الطاهرة لن تسمح أو تغفر لمثل هؤلاء أن يحققوا مآربهم أو طقوسهم الإجرامية بل سوف يكون الخسران والعار لمثل هؤلاء في الحياة الدنيا والآخرة وليتأكدوا أن يد العدالة لن تدع لهم متنفسا للوصول إلى أمانيهم الهدامة ولن تمر دون عقاب أينما كانوا أو ذهبوا فمصير الخيانة إلى الزوال وليدرك الجميع أن هذا الوطن أكبر من هؤلاء وهو أقوى بدينه وولاة أمره والقيادة الممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وأصحاب السمو الملكي الأمراء كل في موقعه حفظهم الله وأدام عزهم ومجدهم، فلقد بذلوا ما في وسعهم في خدمة الإسلام والمسلمين.. ففي الأمس القريب صرح صاحب السمو الكريم فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ذلك الشاب الحريص كل الحرص على أن تتمثل المواطنة الحقيقية في كل شخص في هذا الوطن الكبير لقد صرح سموه قائلاً: (إن أمن الوطن والمواطن خط أحمر) يجب ألا يتجاوزه أحد. وقد ذكر سموه الكريم أن وراء تسلل الأفارقة دولة معادية لن تصل إلى أي هدف من أهدافها بتضافر الجهود لكي لا يصلوا إلى مآربهم الهدامة، إن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لن يدعوا لأي كان أن يتخطى شبراً واحداً في هذا البلد الآمن وسوف يضربون بيد من حديد على كل من تجاوز حده، وبعون الله كل يد مستأجرة تنوي الغدر والخيانة سوف تبتر لتكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يغدر. دمت يا وطني فخراً وعزاً ومنارة إشراق للدين والسلام في ظل قادتنا حفظهم الله فهم الفخر الحقيقي لكل حر شريف. - أبها