دلائل الحق لا تنتظر براهين، وميزان العدالة الإلهية يغني عن كل الموازين، وحادثة الاعتداء الآثم على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية (خطاه السوء) أكدت وبجلاء أن الحق هو المنتصر في النهاية وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، لقوله سبحانه وتعالى (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)، وقوله عز من قائل (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) فإساءة الشخص إلى من أحسن إليه عقوبة مدخرة للمسيء، وأجر مغتنم للمحسن، كيف وإن كانت تلك الإساءة غدرا بشخص جعل من نفسه أبا عطوفا وموجها رحيما ومضيفا كريما، يتأمل كل ذي عقل أن الله سبحانه وتعالى قد يعجل بوعيده عقوبة في الدنيا إضافة إلى عاقبته الوخيمة في الآخرة نسال الله السلامة فالغادر انتحر بتفجير نفسه بمادة شديدة الانفجار تقدر بنصف كيلو جرام وبمسافة مجاورة للمستهدف تقدر بنصف متر وبهذه القوة الهائلة التي أحدثها الصعق إلا أن قدر الله وفضله وكرمه ورحمته بعبده المؤمن الأمير محمد بن نايف وعلمه جل وعلا بنيته الطيبة الصادقة كتب له السلامة والنجاة ولله الحمد والمنة، وجاء عدله الإلهي ليلحق المكر السيئ بأهله وتحرق هذه المواد صاحبها وتنكل به وبحرابته وفساده وغدره ومكروه بتقطيع أطرافه وتعليقها ليشاهدها كل من تسول له نفسه الخيانة والغدر ثم تحرق جسده بمنظر تقشعر له النفس لذا فالله سبحانه وتعالى حينما حرم الظلم بين أن عواقبه أليمة لمن عاند وتكبر وأصر على الغي والباطل وهو يرى ويسمع الحق فالغادر ظالم لنفسه هالك بذاته والغدر من صفات المنافقين كما في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). فسبحان من توعد الخائن وأبعده عن قربه قال سبحانه (وإما تخافن من قوم خيانة فانبد إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين)، ومن أحب أن يكون الله خصمه يوم القيامة فيتمادى في غيه ولكن الله شديد البأس بمن ظن أن كيده سوف يفلح وأن مكره سوف يهزم، ومن كان الله خصمه فمن ينصره فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره). وقال صلى الله عليه وسلم (ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل). وإن هذا الاعتداء بما تضمنه من بشاعة جرم وفضاضة في الميل عن طريق الحق لهو في ذات الوقت لميزان عدل إلهي وبرهان صادق على الحق الواضح فقد انتحر واندحر الشر (الإرهابي) وسلم وتألق الخير (سمو الأمير) وزاده من حبنا وانتمائنا لقيادتنا وبلادنا العزيزة. منصور بن محمد بن منصور المدخلي