يظهر أن نظام بشار الأسد وحليفه ملالي إيران قد بدؤوا في تنفيذ تهديداتهم لدول جوار سوريا بنقل الاضطرابات إلى أراضيها؛ فقد شهدت الأراضي التركية، وبالتحديد مدينة الريحانية، تفجيرات متتالية، لا يفصل بينها سوى دقائق معدودة. ومدينة الريحانية مدينة حدودية في إقليم هاتاي الحدودي الواقع على الحدود مع سوريا. ووقع الانفجار الأول بسيارة مفخخة أمام دار البلدية، تبعه انفجار لسيارة أخرى أمام دائرة رسمية؛ ما تسبب في مقتل أكثر من 40 قتيلاً و100 جريح، بنيهم 29 حالة حرجة. وفوراً اتجهت الأنظار إلى المخابرات السورية والعناصر الإرهابية التي تتعامل معها والمخابرات الإيرانية، في ضوء التهديدات المتتالية التي أطلقها النظامان السوري والإيراني. وقد تحركت الأجهزة الأمنية التركية لمتابعة هذين الحادثين، وتوصلت إلى تسعة متهمين، جميعهم من الأتراك. وقال نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرينج إن حكومة بشار الأسد مشتبه فيه طبيعي في هذه التفجيرات. وتكتسب هذه الاتهامات نسبة كبيرة من المصداقية استناداً إلى التهديدات المتتالية التي أطلقها بشار الأسد شخصياً، من أن النار سوف تصل إلى دول الجوار، كما أن أجهزة نظام بشار الأسد السرية وجماعاته الإرهابية وخلاياه النائمة كثير منها في تركيا، ولهم ارتباطات بالمخابرات السورية والإيرانية التي تغلغلت في أوساط الطائفة العلوية التي يقيم الكثير منها في الأقاليم الحدودية، والتي استجابت للكثير من التحريض لاستهداف اللاجئين السوريين. وقد نشطت المخابرات الإيرانية، وخصوصاً في أوساط هذه الطائفة، للتضييق على اللاجئين السوريين؛ إذ رصدت الأجهزة الأمنية التركية العديد من التحركات التي قام بها أشخاص، لهم ارتباط بالمخابرات السورية والإيرانية؛ ولهذا فقد توافقت الشكوك على استغلال النظامين السوري والإيراني بعضاً من الناقمين على وجود اللاجئين السوريين لتجنيدهم وتوظيفهم لتنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية، التي يرى العديد من المراقبين أنها لن تكون قاصرة على تركيا، بل هناك احتمالات مرجحة أن تستهدف الأردن ولبنان في المناطق التي يؤيد أهلها الثورة السورية، كما أن الدول التي تساند الثوار السوريين لن تكون بعيدة عن محاولات نظام بشار الأسد وملالي إيران لاستهدافها بعمليات إرهابية من تنفيذ خلاياهما الإرهابية المنتشرة في دول الجوار والخليج العربي. [email protected]