لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع مسؤولاً أو لاعباً أو حتى مدرباً يشتكي من تأخر رواتب أو مستحقات أو ضعف مادي يقف حجر عثرة في طريق خطط النادي من تعاقدات أو تجهيزات. والمزعج في الأمر أنه لا يوجد نهاية لهذا الأنين المتواصل في ظل تلك الخطوات الخجولة (إن لم يكن خجلها قد أرغمها على الوقوف فعلا) الرامية لفتح مجالات استثمارية عن طريق إعادة اختراع العجلة من جديد. ففي ظل هذه الطفرة في مصاريف الأندية والتي يقابلها شحٌ شديد في المداخيل تسببت به بيروقراطية القرار ومتاهات اللجان والدراسات والتوصيات, يجب على الأندية أن تستوعب حقيقة أنها سائرة بطوعها إلى حافة الإفلاس وإحداث نكسة كروية قد تعيدنا إلى الخلف عقوداً من الزمن ليست بالقليلة مطلقاً. إعادة هيكلة الأندية (ككيانات) أصبح ضرورة وليست بهرجة تنظيمية, فوجود مجلس شيوخ أو أمناء أو أوصياء (سمهّ ما شئت) أصبح الحل الأخير لذلك العبث المالي الذي يقوم به رؤساء الأندية طمعاً في شهرة أو حتى بحسن نيّة. فليس من المعقول أن يرتبط مصير الكيان بفترة رئاسية عابرة شابتها نزوات رئيس طموح أراد بصفقات جماهيرية زيادة رصيده في قلوب المشجعين متناسياً أو متجاهلاً أثر تلك النزوات على قوائم النادي المالية في المستقبل القريب و البعيد. فازدواجية الأدوار في رئيس مجلس إدارة النادي الرئيس التنفيذي للنادي خلقت جواً من الفوضى بل وخلقت كيانات متعددة داخل الكيان الواحد ترتبط بالأشخاص بدلاً من الكيان نفسه. فمن يقرر ويدفع ويراجع ويصحح هو نفس الشخص, فإن أخطأ فلا يلومه أحد وإن أجاد جيّر المجد لشخصه وحده وبين تلك الاحتمالات تظل الكيانات ترتعد خوفاً من عدم وضوح رؤية شاملة لمصيرها الذي ارتبط بشخص وليس بمنهج. ما يحصل الآن من تدخلات شرفية بجلب لاعب أو مدرب بأسعار فلكية يجب عليه أن يكون يمر بقنوات عدة قبل اعتماده أو حتى الإعلان عنه. فيجب مروره بمحطة فنية للتأكد منه فالفائدة المرجوة, ومحطة مالية ليتم دراسة أثره على مصاريف النادي, وإدارياً ليتم التأكد من تأثيره على بقية اللاعبين خصوصاً من قاربت عقودهم على الانتهاء. القنبلة تقترب من لحظة الانفجار في أوجهنا, ولم نبادر لمحاولة نزع فتيلها إلى الآن. بقايا .. - ألف مبروك لنادي الفتح ولمحبيه تحقيق لقب الدوري السعودي للمحترفين, و لي عودة بإذن الله تعالى للحديث عن فرقة الطرب الشرقاوية بتفصيل أكثر. - تحديد سقف أعلى للعقود أو للرواتب هو عبث لا مردود له في زمن الاحتراف. - جولة آسيوية رائعة من ممثلينا, وندعو الله أن تكون الرحلة الأخيرة لإيران لأننا بالفعل مللنا. - ألا تشاركونني الرأي بأنه من العجيب فعلاً أن هنالك جهة واحدة فقط كل ما علا صوتها وازدادت تجاوزاتها, كثر التجاوز عنها؟ معادلة غريبة. - هل انتهى مسلسل (نور) المكسيكي بعد وصوله للرياض, أم لازال للشائعات بقية؟ خاتمة.. إن كان خصمك القاضي, فمن تقاضي؟ Twitter: @guss911