كتاب «صحافة الأمس والغد» للأستاذ عبدالله عمر خياط يضم الكثير من القصص والحكايات الصحفية الشيقة لصحافة الأمس. ويصف الأستاذ الخياط تلك الأيام قائلاً: كنا نسهر مع العمال في المطبعة التابعة للشركة العربية للطبع بمكةالمكرمة؛ لنتابع حركة العمل، وننتشي برؤية ما كتبناه وهو يدور على عجلات المطابع. وعن الصحافة يقول الخياط: أصبحت الصحافة صناعة.. وصناعة مكلفة؛ لما تحتاج إليه من معدات طباعية وأجهزة إرسال واستقبال، تستخدم القمر الصناعي، وطاقات بشرية لا حصر لها. ويقول ويلهام ستيد عميد الصحافة البريطانية: إن صناعة الصحف الآن أصبحت لا تقوم بغير رأس مال ضخم؛ فهي تستهلك يومياً آلاف الأطنان من الورق ومئات البراميل من حبر الطباعة كل يوم، ثم إن هذه الآلات التي تحتاج إليها الصحافة غالية الثمن معقدة التركيب، تقوم بطبع الصحف من جهة وطيها من جهة ثانية، وإنتاج العدد الوفير منها بسرعة. وتحت عنوان «نشوء الصحافة في الحجاز» يقول الأستاذ الخياط: يكاد يكون هناك إجماع بين المتخصصين والباحثين على أن دخول الطباعة إلى مكةالمكرمة كان في عام 1300ه عندما قامت الحكومة العثمانية بتأسيس مطبعة ولاية الحجاز؛ لتقوم بتنفيذ الأعمال الطباعية الحكومية. صوت الحجاز هي أول جريدة صدرت على الصعيد الشعبي في المملكة، وأصدرها الشيخ محمد صالح نصيف. وكان صدور صوت الحجاز حدثاً مهماً في تاريخ الصحافة والأدب؛ فقد كانت مسرحاً لعرض آراء الأدباء والمفكرين وأبحاثهم العلمية والأدبية والاجتماعية والنقدية والرياضية. وقد ظهرت مواهب وكفاءات أدبية وفكرية، كان لها الأثر الكبير في تركيز الأدب السعودي شعراً ونثراً، وإبرازه للوجود. الكتاب جاء في 222 صفحة من الحجم الكبير، وهو في الأصل محاضرة بعنوان «نظرات في الصحافة بين القديم والحديث».