كان أول ظهور للصحافة في الجزيرة عبر صحيفة الحجاز الرسمية الأسبوعية في العهد التركي عام 1908، باللغتين العربية والتركية، مؤلفة من أربع صفحات، سميت النسخة التركية منها «حجاز»، وأطلق على النسخة العربية منها «الحجاز» بلام التعريف. وصدرت بجانبها صحف أخرى ومجلات رسمية وغير رسمية، تفاوتت في فترات صدورها وانتظامها في العهدين التركي والهاشمي. لتنطلق الصحافة إلى حقبة جديدة في عهد الملك عبدالعزيز، حيث صدر العديد من الصحف والمجلات ما بين حكومية وأهلية. واعتبرت صحيفة أم القرى صحيفة رسمية أسبوعية للبلاد لتحل محل القبلة عام 1343ه، ولا تزال تصدر حتى الآن عن وزارة الثقافة والإعلام. كما تم تطوير المطبعة الأميرية لتصبح مطبعة أم القرى، التي تحولت بعد ذلك إلى مطبعة للحكومة. وانحصرت الصحافة في عهد الملك عبدالعزيز في جريدة أم القرى الرسمية، وصوت الحجاز لصاحبها محمد نصيف، وكلتاهما تصدر في مكةالمكرمة. وجريدة المدينة «أسبوعية». ومجلة المنهل «شهرية، وبدأت بالصدور في المدينةالمنورة ثم انتقلت إلى مكة، وأخيراً إلى جدة. ومجلة الإصلاح والنداء الإسلامي والحج من مكةالمكرمة، واليمامة من الرياض. وكانت هذه الصحف تملأ الساحة، وفي مقدمها «صوت الحجاز»، التي تتابع على رئاسة تحريرها عدد من كبار الأدباء كمحمد الآشي والعواد وأحمد قنديل والسباعي ومحمد حسن فقي والمغربي وحسين عرب وغيرهم، وركزت على الناحية الأدبية والإبداعية في حين تمسكت «الإصلاح بما أعلنته من أهداف صحافية، فخصصت صفحاتها للمناقشات الدينية والمواعظ الأخلاقية. وعاشت مجلة المنهل زخماً من المقالات والندوات التي عقدها عبدالقدوس الأنصاري في القضايا الأدبية والثقافية. في حين نحت مجلة النداء الإسلامي منحى علمياً دينياً اجتماعياً، وكانت تصدر شهرياً موقتاً باللغتين العربية والملاوية بإدارة ورئاسة تحرير مصطفى أندرقيري. أما جريدة المدينة فكانت بدايتها متواضعة نتيجة لقلة الإمكانات إلى أن تولى رئاستها عبدالله عريف، وحفلت بأسماء كتابية مهمة كالعواد والعطار والغزاوي وحسين سرحان وطاهر زمخشري وغيرهم. وبقيت مجلة الحج على حالها تنشر بجانب المقالات الدينية مقالات أدبية لأئمة المسجد الحرام وكبار مدرسي الفلاح من المشايخ. وأما مجلة اليمامة فطبع العدد الأول منها في مصر عام 1372 ثم استمرت تطبع في المملكة، بطابع البحوث التاريخية والجغرافية والأدبية والاجتماعية الذي صبغها به حمد الجاسر. وتحولت الصحافة بعد ذلك من صحافة الأفراد إلى نظام المؤسسات الصحافية الأهلية بمرسوم ملكي في عام 1383ه ليحل محله نظام المؤسسات الصحافية في السعودية عام 2001.