عمل الخير أطول عمراً من صاحبه، ولا يحسب بالشهور والسنين، ولا تحده سطور أو مقالات، ولا توفيه شهادات أو إطراءات، فهو يبقى معمراً في ذاكرة التاريخ ولامعاً في ميزان الحسنات. وجمعية «إطعام» بالمنطقة الشرقية التي تحتفل بمرور عام على تأسيسها ليست مجرد خطط إستراتجية لتأسيس عمل خيري احترافي بل عمل خيري فريد، وقد بدأت بمبادرة من رجال أعمال بالمنطقة الشرقية في المملكة لنقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها في السعودية بأفضل معايير الجودة والسلامة وبما يتناسب مع خصوصيات المجتمع السعودي. وتدعم «إطعام» الشراكة والتوعية بين أطياف المجتمع من خلال حفظ النعم وجذب الموارد الخيرية لتوفير الغذاء المناسب للمستفيدين وتحقيق التكافل الاجتماعي، وتقوم بحفظ الطعام وتعبئته وتغليفه بطريقة صحية وتوصيله إلى المحتاجين. ولديها قاعدة بيانات للعديد من الأسر المحتاجة. وتضع الجمعية الوليدة التجربة المصرية وبنك الطعام المصري في مرماها؛ حيث تسعى للاستفادة من بنك الطعام المصري وتجربته مع صالات الأفراح والفنادق، وذلك بنقل فكرة البنك وتطويرها لتنفيذها في المملكة ولتطبيق نفس منظومة نشاط البنك الذي يملك سجلاً مميزا من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي في برامج الغذاء ودعم المحتاجين ومن أقدم بنوك الطعام في المنطقة العربية. وفي مايو من العام 2010 وبينما فكرة الجمعية في مخاضها، قام فريق من اللجنة التأسيسية للجمعية بزيارة لبنك الطعام في مصر وجمعية حفظ النعمة في دول الخليج للتعرف على التجربة في كلتا المنطقتين، والاستفادة من إيجابياتها والابتعاد عن سلبياتها، ووقعت اللجنة مذكرة تفاهم مع بنك الطعام المصري للتوأمة وتوحيد المقاييس والمعايير. كما تلامس (إطعام) التجارب الدولية؛ حيث شاركت في اللقاء السنوي لبنوك الطعام الذي عقد في مدينة سان أنتونيو في ولاية تكساس في الولاياتالمتحدة أخيرا مع أكثر من 72 دولة من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وبعض الدول العربية مثل بنك الطعام المصري والسوري والتونسي واللبناني، إضافة إلى بنك الطعام السعودي.. وقال حمد الضويلع الأمين العام والمدير التنفيذي لجمعية (إطعام)، إن أكثر من خمسة آلاف أسرة محتاجة استفادت من الجمعية خلال أقل من عام, إلى جانب توظيف أكثر من 40 شاباً وفتاة في مجال التغليف والترتيب والتوزيع في الجمعية. كما تنشر جمعية (إطعام) الخيرية ثقافة حفظ النعمة من خلال برامجها؛ وأقامت مؤخراً اللقاء الإعلامي الأول بعنوان (إطعام والإعلام... هدف واحد)، بهدف نشر ثقافة حفظ النعمة، واستخدام وسائل الإعلام في المدارس والجامعات في نشر هذه الثقافة. ولدى (إطعام) اتفاقيات عدة مع فنادق وصالات أفراح (5 نجوم) لتفعيل برنامج حفظ النعمة وذلك بتعبئة الأكل الفائض وإيصاله للمستفيدين. وفي مبادرة طيبة لدعم الجمعية، سجل الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب عضويته في جمعية إطعام التي تتضمن دعمها بمبلغ 100 ألف ريال سنوياً وعلى مدى ثماني سنوات. وتأخذنا تلك اللفتة الإنسانية لدعوة رجال الأعمال والميسورين لدعم الجمعيات الخيرية بما فيها جمعية إطعام الخيرية، وهو واجب إنساني تحثنا عليه شريعتنا الإسلامية. كل عام وإطعام بخير، وللخير سباقة، وكل الأمنيات للقائمين عليها بمد جسور التواصل مع كل من يحتاجها ويحتاج دعمها في كافة مناطق المملكة. - مدير مكتب جريدة الجزيرة بالمنطقة الشرقية