رحل مؤخراً المدرب السوداني المخضرم أحمد عبد الرحمن الشهير بلقب (الجوكر) عن عمر يُناهز ال 90 عاماً.. تغمده الله بواسع رحمته.. والفقيد كان من المعاصرين للحركة الرياضية بالمملكة، وتحديداً منذ عقد السبعينيات الهجرية من القرن الماضي, حيث مارسَ الكرة بالمنطقة الغربية التي كانت تُعد نقطة البداية وانطلاقة الحركة الرياضية بالمملكة.. مع مجموعة من الجالية السودانية التي شكَّلت قاسماً مشتركاً في دعم حركة البناء الرياضي في المنطقة الغربية، تحديداً في تلك الأيام الفارطة، ومن أبرزهم السر سالم وزهران أسود وأحمد عبد الله ومحجوب عبد الحليم والكنج وحمزة دينمو وعبد الماجد وغيرهم من النجوم الذين دعموا الكرة السعودية فنياً في بداياتها التأسيسية ومراحلها التكوينية، ولعبوا مع منتخب المملكة في الدورة الرياضية العربية عام 1960م في المغرب. في بداية الثمانينيات الهجرية انتقل المدرب الراحل (الجوكر) للمنطقة الشرقية وأشرف على تدريب منتخب المنطقة الشرقية في مسابقة كأس ولي العهد عام 1381ه وقاده للفوز بكأسها الذهبية بعد فوزهم على منتخب المنطقة الغربية 2/1 في ملعب الصبان بجدة, ثم أشرف على تدريب النهضة وفريق الخبر (القادسية حالياً) وصنع نجومية عددٍ من نجوم الكرة بالمنطقة الشرقية أمثال أحمد الدنيني وعثمان بخيت وحمندي، وفي عام 1384ه انتقل للمنطقة الوسطى لتدريب فريق النصر، وتحديداً بعد صعوده لأول مرة في تاريخه إلى دوري الكبار، فاستعان به رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - لتدريب (نصر الثمانينيات) بعد صعوده مباشرة وساهم المدرب الراحل بقدراته الفنية البارعة في بروز عدد من النجوم في الخارطة النصراوية آنذاك، ومنهم محمد النفيسة وعبد الله أمان وسعود أبو حيدر وأبناء الجوهر سعد وناصر وسليمان العمير وغيرهم، وكان وراء ضم رباعي نهضة الشعب (النهضة حالياً) وهم: عثمان بخيت وأحمد الدنيني والفنسا وحمندي الذين انتقلوا من نهضة الشعب إلى النصر عام 1384ه في سن مبكرة من عمرهم الرياضي بدعم قوي ومباشر من الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود وبعد تجربة ناجحة مع النصر غادر المدرب المكوك (الجوكر) للمنطقة الشرقية، وأشرف على تدريب فريق الخبر (القادسية) وبعض الأندية. تميز المدرب الراحل.. بقوة شخصيته الانضباطية وقدرته البارعة على اكتشاف المواهب وصقل مهاراتها, فضلاً عن روحه الرياضية العالية وخلقه الرفيع الذي أكسبه حب الرياضيين المعاصرين له, برحيل الجوكر فقدت الحركة الرياضية بالمملكة مصدراً أولياً من المصادر التاريخية التي عاصرت أبرز تحولاتها التاريخية وأحداثها الرياضية قبل ما ينيف عن نصف قرن من الزمن.. تغمده الله بواسع رحمته.