في البداية تحدث زميله رئيس الاتحاد السعودي لقوى الأمن الداخلي ورئيس اتحاد الجودو والتايكوندو سابقاً العميد (م) سليمان الهريش الذي سبق له اللعب في صفوف نجمة الرياض ونادي الشباب قائلا: كان «سعده» من أقوى المدافعين في النجمة والشباب وكان المهاجمون يعملون له ألف حساب وعرف «أبو محمد» بالابتسامة الدائمة ومشهود له بالنكتة ولهذا كان مجلسه لا يمل وعرف بطيبة قلبه وحلاوة لسانه واخلاصه في الملعب. العميد (م) سليمان الهريش وكانت آخر مرة رأيته فيها حينما فاجأني بزيارتي في مكتبي قبل تقاعدي عام 1426ه طالباً مني مساعدته في تعيين ابنه محمد بعد تخرجه في قطاع الأمن العام والحمد لله تسهلت أموره بنواياه الطيبة «رحمه الله». ابن بريك: ثوب سعده الأغلى أما ثعلب هجوم النجمة والشباب السابق فهد بن بريك فيقول عن بداية علاقته بالنجم الراحل (سعده) «تعرفنا عليه عن طريق ملاعب الحواري إذ كنت ألعب مع فريق حي (جبرة) بالوسيطى - وسط الرياض- وكان - رحمه الله - يلعب في صفوف فريق (حلة ابن نصار) في البطحاء وكان يكبرني في السن قليلاً ومن هنا نشأت معرفتنا به وتعمقت أكثر عندما انتقل من فريق الاعتماد إلى نجمة الرياض الذي كنت ارتدي شعاره عام 1380ه وكنا نتدرب معاً في ملعب نجمة الهلال - شرقي حديقة الفوطة - وأتذكر أن كبار نجوم الهلال من أمثال مبارك عبدالكريم والكوش ومهدي بن علي ورجب خميس كانوا يتابعون تدريباتنا ويتفرجون على مبارياتنا بجانب أعداد لا بأس بها من جماهير نادي الهلال، وكنا نرسم حدود المرمى بالأحجار الصخرية وكان (سعده) ينزع ثوبه ويضعه فوق القطعة الصخرية ويقول لي: «يا ابن بريك.. انتبه لا تشق ثوبي بشوتاتك ترى ما عندي إلا هو وأنت ما تبي القول.. تبي تشق ثوبي». (من اليسار) فهد بن بريك، فهد الوعيل، اسعد ردنه، سعد بن خليف بشعار النجمة 1385ه متميز بعزة نفسه ودخل معنا وانسجم وبرغم ضعف أحواله المادية إلا أنه كان عزيز النفس ولا يلح في طلب حاجة واستمرت علاقتنا 15 سنة متواصلة ولم نفترق إلا عند الاعتزال إذ ترك اللعب عام 1383ه ولحقته بعد عامين تقريباً. «سكني سعده»!؟ ومن المواقف الطريفة التي أذكرها عنه في مطلع الثمانينات الهجرية كان مقر نادينا (النجمة) شقة في شارع الثميري وكان (سعده) وزميله (جليّل) يخافان من الظلام.. وحدث ان ذهبا لتناول العشاء في الحلة ثم عادا إلى مقر النادي إبان فترة رئاسة الأستاذ فهد الحيزان وكان زميلهما دخيل الله الفرج «رحمه الله» يشاهدهما من البلكونة وحين دلفا إلى العمارة وانتصفا في سلم الدرج قام دخيل باطفاء الأنوار وتركهما في ظلام دامس فالتفت جليل على سعده قائلاً الله يستر لا يجيني جني!! رد عليه سعد قائلاً: الجني فيني فذعر جليل وولى هارباً. علاقة الدنيني وسعده قوية ويشير ابن بريك في حديثه إلى العلاقة الوطيدة التي كانت تربط الفقيد الراحل بزميله نجم النصر الراحل أحمد الدنيني قائلاً: ذهبنا أكثر من مرة بسيارتي للمنطقة الشرقية وكان سعده على علاقة وثيقة بالدنيني وعثمان بخيت وحمندي نجوم النهضة الذين انتقلوا في حقبة الثمانينيات الهجرية لصفوف النصر كنا نتغدى ونتعشى سمك وصيادية في نهاية الأسبوع إذا لم يكن هناك مباريات كنا نذهب سوية إلى دارين ونستمتع بشواطئها وأمواجها. داخل مقر النجمة من اليمين: سعد بن خليف، سعده، محمد الشقحاء، ناصر النومان، محمد بن مسلم (1386ه) مدخنة الزيارة التاريخية ولا ينسى ابن بريك تلك الزيارة التاريخية التي قام بها رائد الرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل «رحمه الله» لمقر نادي النجمة في مقره الأخير الكائن في شقة عند تقاطع شارع العطايف مع شارع الشميسي الجديد عام 1386ه ويقول ابن بريك كلف سعده (رحمه الله) بحمل مدخنة البخور عند استقبال سموه وكانت زيارة تاريخية بالفعل للأمير عبدالله الفيصل ودعمنا خلالها مادياً وبالألبسة والمستلزمات الرياضية. الوعيل: ذبيحة مقابل الايقاف! ونختتم الحديث عن نجمنا الراحل فهد بن منيف بما كان يراه زميله نجم النجمة الشاب السابق فهد الوعيل من سمات رائعة في هذا اللاعب مثل تواضعه الكبير في الملعب وابتعاده عن الانفعال تحت أي ظرف.. ويستطرد الوعيل: سعده من اللاعبين الفدائيين في الملاعب ويشدني باخلاصه للشعار الذي يرتديه ونجاحه في المحافظة على مستواه. ويذكر أبو عبدالله الذي بدأ في النجمة عام 1381ه وانتهى في الشباب عام 1390ه موقفاً طريفاً لنجمنا الراحل سعده خلال مباراة جمعت النجمة قبل الدمج بالشباب عام 1386ه ويضيف كنا نخوض بعض المباريات بلا أرقام على فانيلاتنا وكان الحكم يكتفي بتطبيق الأسماء من خلال الكورنيهات وحدث في تلك المباراة التي أدارها الحكم السوداني محمد الجمل دخول عنيف من جانب أحد زملائي على لاعب شبابي فاحتسب الحكم الخطأ وجاء ليسأل اللاعب العنيف عن اسمه فذكر له اسم فهد بن منيف ودونه الحكم ليتم على إثرها ايقاف سعده ظلماً.. لكنه وبكل طيبة قلب قال أبغى أطالب اللاعب الذي انتحل اسمي وأظنه فهد بن بريك أو راشد الجمعان ان يحط لي ذبيحة خروف مقابل انتحاله اسمي وايقافي مباراتين بدلاً عنه! بدأ في الاعتماد.. وتألق مع النجمة.. وانتهى شبابياً ابن سالم: «سعده» حذرني من قدمه اليسرى سعده (الثاني من اليمين وقوفاً) في صفوف النجمة عام 1384ه ويظهر الحارس عبدالله سالم (الثاني من اليسار جلوساً) يؤكد حارس النجمة والشباب الأسبق عبدالله بن سالم اعتزازه الكبير برفيق دربه الرياضي فهد بن منيف قائلاً: مهما تحدثت عن (سعده) رحمه الله فلن أوفيه حقه لأن ما كان يجمعنا أكبر مما تتخيل.. كنت الأقرب إلى نفسه وكنا نخرج سوياً بعد فراغنا من التمرين أو أداء مباراة.. وكان يشدني بطيبة قلبه وصفاء نيته واخلاصه وأمانته وصدقه في القول.. وحين كنا نخرج في نزهات برية أو رحلات بين مدن المملكة.. كان (سعده) يحرص على إشاعة البهجة فيمن حوله واضفاء طابع المرح على اجتماعاتنا.. سعدة كان رجلاً مسالماً ذا صفات حميدة ولم يسبق أن اشتكى منه أحد زملائه.. جمعنا فريق الاعتماد في بداياتنا الكروية أواخر السبعينيات الهجرية ثم تحولنا إلى النجمة عام 1380ه وكانت معرفتي به في البداية سطحية ثم تعمقت أكثر بعدما زاملته في نادي النجمة وكان محط تقدير من حوله بفضل قدرته على فرض احترامه على الآخرين وأقصد زملاءنا في النجمة فهد بن بريك، فهد بن عبيد (فهودي)، عبدالعزيز الجنوبي، لطفي، محمد جابر الحيدري، عبدالعزيز الجويعي، دخيل الفرج (رحمه الله)،سعد بن خليف، عمر حامد (رحمه الله)، فهد النومان، سالم التمبكتي وهؤلاء كانوا من خيرة لاعبي النجمة في حقبة الثمانينيات الهجرية. ومن ذكرياتي مع الراحل.. كان يلعب أمامي مدافعاً وكانت قدمت اليسرى ضعيفة وكان يقول لي راقبني جيداً إذا جت الكرة على رجلي الشمال لا تراقب الخصم.. بل راقب قدمي فلربما أخطىء وأسدد بها هدفاً في مرماك «عليه رحمة الله». رحم الله سعده وحقيقة لا أملك هنا غير الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم الله أهله وذويه الصبر والسلوان فهو شخص عزيز على نفسي ولا أبالغ إذا قلت أنني - والعياذ بالله من كلمة أنا - الشخص الوحيد الذي كان على اتصال دائم به من زملائه السابقين ولم أنقطع عن زيارته مرة كل شهر واعتز كثيراً بكلمة قالها أكثر من مرة - عليه رحمه الله: «أنت يا عبدالله أخي الوفي الذي لم تغيره الأيام عليّ»!! طارق عبدالحكيم لقبني «سعده» طارق عبدالحكيم في آخر لقاء أجرته دنيا الرياضة مع اللاعب فهد بن منيف رحمه الله سألناه من أطلق عليك لقب (سعده) ليجيب: الفنان العميد طارق عبدالحكيم هو من سماني (سعده) وقصتها إننا دائماً ما نطلب منه أن يسمعنا أغنية يرددها باستمرار لكثرة مواويلها ويقول مطلعها: (تخفي هوى سعده) وهو مقام حجازي وبرضه صوت أداه المطرب محمد فارس والفنان محمد علي سندي وكان طارق متيماً بهذه الأعنية وكان من مشجعي نادي الشباب وأحد أبنائه لعب في صفوف شيخ الأندية في تلك الفترة قبل تحوله - أي طارق - لتشجيع الهلال ودخوله مجلس إدارته عام 1384ه. وكنت كلما قابلته يقول لي: أسعدتنا وحولها فيما بعد إلى (سعده) وسمعها فيما بعد معلمنا الأستاذ عبدالرحمن العليق فاعتمدها وأصبح يرددها في طابور الصباح المدرسي.. (سعده.. قاق قاق)!! وسألناه ماذا كان يقصد معلمك ب قاق.. قاق؟! فرد قائلا: والله لا أعلم المهم أن الزملاء وضعوا بعدها أغنية بأبيات ظريفة تتناسب مع اللقب الجديد (سعده) وكانوا يرددونها باستمرار: سعده يا جده وأمرسي لي مريسه اما حصل لي مريسه قومي اعصدي لي عصيدة (سعدة) مع زميله لاعب النجمة السابق عبدالرحمن آل الشيخ 1382ه