يتفاوت ارتباط الناس في محطات مشوار حياتهم التي تتخللها البسمة، والدمعة، والأمل واليأس، بكل حلاوة ومرارة الذكريات وتنوعها.. إلا أن الشعر الفصيح وصنوه الشعبي يوثق وفاء الشعراء للماضي العاطفي بشكل يمزج بين الخيال والواقع والزمان والمكان في آن واحد، وهذا هو الوفاء بعينه المجرد من كل شائبة قد تقترن عند الآخرين بالعاطفة يقول الشاعر قيس بن الملوح: خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى خليلين الا يرجوان التلاقيا وهذا الشاعر فاروق جويدة وإن اعترف على مضض بأسى الفراق الأزلي إلا أنه يصف حبيبته على الرغم من تلاشي كل الأمل بأطهر الناس: وما العمر يا أطهر الناس إلاّ سحابة صيفٍ كثيف الظلال وتبكين حباً طواه الخريف وكل الذي بيننا للزوال ومن الشعراء من ربط المحبوب بكل شيء مهم بالحياة بحيث إن فقده يعني فقد هذه الحياة بمعناها الأشمل يقول الأمير عبد الله الفيصل: حبيبي الغالي تجرّعت فرقاه بالله وش خليت لي يا زماني إلى أن قال: دام التراب تراب ما والله أنساه على هداه مقيم هذا مكاني حتى التحفظ لا يستطيع إلغاء ما تؤججه نار العاطفة الممزوجة بالوفاء العاطفي المتناهي للماضي يقول الأمير سعود بن بندر: يناديني من الماضي منادي إلى شفتك تردّد في فؤادي يقول الحب قلت إنك نسيته وأشوف النار من تحت الرمادي ومنها قوله: أنا وإياها عشناها ليالي ملاها النور ما فيها سوادي إلين الله كتب فرقا علينا كوتنا مير.. ما عنها حيادي وحتى لو كان الفراق خيارا مريرا للمحب فلن تجدي الحيلة في الهرب من شجن الذكرى ورؤية كل التفاصيل ماثلة في لوحة الوفاء.. يقول الشاعر طلال العبد العزيز الرشيد: تخيّرت الفراق وما دريت أن الفراق وصال أقول إني نسيتك بس ما أدري كيف تاصل لي إلى أن قال: تعبت أرحل من وجيه البشر بنساك بالترحال ولا أدري وش يجيبك في وجيه الناس وأهلي! وقفة للشيخ راكان بن حثلين: البارحه ما هملجن الحبايب والجفن جا علمٍ عن النوم قزَّاه أهجل كما ذيبٍ من الجو هايب الصبح جاه ودغم الاشداق تنحاه عليك يا راع الهروج العجايب اللي كما اللولو تلاعج ثناياه [email protected]