تستوقفني كثيراً تحولات الحياة ومنعطفاتها التي لا بد أن يكون لها تأثير في حياة كل منّا، فالبعض يصنّف هذا الأمر على أنه - تمرحل - في حياته ليس إلا.. دون أن يكون للزمان والمكان - والآخرين - صدى ووقع وتأثير ربما كان متبادلا في جانب من جوانب حياته، بينما يختلف الأمر تماماً عند من وهبهم الله - الإحساس العالي - كالشعراء المتميزين حتى لو أظهروا نمطية التأثير والتأثر أسوة بمن هم ليسوا كذلك.. يقول الشاعر كثير عزة: وَقَدْ زَعَمَتْ أَنِّي تَغَيّرْتُ بَعْدَهَا وَمَنْ ذا الذِي يَا عزُّ لا يَتَغَيَّر؟!! ولكن هل هذه الحالة في مجملها هاجس عابر أم آهة عاطفية حرّى تلك التي قد تعطينا فيما بعد من العبرة كما أخذت منّا من الألم؟! يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل: في غير الزمان في نفس المكان مَرّتني الذّكرى وأنا واقف في نفس المكان في غير الزّمان..! * * * في ذا ضحكت أيام لكنّي بكيت في ذا حلمت أحلام لكنّي صحيت.. (ومنها ابتديت.. وفيها انتهيت) إلاّ من الذّكرَى في نفس المكان في غير الزمان ومن ثنائية الشجن والنغم الخاصة يقول الشاعر مرسي جميل عزيز في قصيدته الشهيرة (فات الميعاد) بصوت كوكب الشرق أم كلثوم: وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان..! وهات لي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب طالت ليالي الألم واتفرقوا الأحباب وإذا كان المثل المعروف الذي يردده على نفسه من يصبّرها على تجاوز المواقف الصعبة هو (أحلك الساعات تلك التي تسبق الفجر The darkest hour is that before the dawn) فإن من يعيش دَيمومة ساعات العواطف المتأججة يرفض حتى مجرد الإنصات لذلك عوضاً عن قناعته بفحوى المثل السابق كالشاعر طلال السعيد الذي يقول: وشعاد لو هو بيّن الصبح وشعاد أنا عيوني للسهر ما تملِّي مالي غرض بالناس صادر وورّاد كلٍ على منهاج نفسه يدلِّي وتتوالى أيام الحياة وأحوالها في كل محطاتها الدمعة والبسمة والليل والنهار إلى ما شاء الله.... وقفة للشاعرة (أغاريد السعودية): باقي من الذكرى تواقيع وحروف وصفحة عذابٍ ما طوتها الليالي وحرفين مكتوبه بدمٍ من الجوف ورسايلٍ.. مطبوعةٍ في خيالي [email protected]