قبل أيام قليلة ماضية وفي أحد الصالونات الأدبية بوجود مجموعة من الشعراء الشعبيين المعروفين والنقاد الأدبيين طرح أحد الحضور محوراً للنقاش نصه: (العاطفة.. هل يؤججها البعد أم يقتلها اليأس.؟!) فكانت التعليقات بين مؤيد للشق الأول وبين مؤيد للشق الثاني.. وأدوِّن هنا بعض الاستشهادات التي توثِّق صحة كل وجهة نظر على حدة، أما الذين يقولون إن (العاطفة يؤججها البعد) فقد استشهدوا بنماذج من الشعر الفصيح وصنوه الشعبي كقول الشاعر مجنون ليلى: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا وكذلك قول الشاعر أبو تمام: وما كان إلا أن تولّت بها النوى فولّى عزاء القلب لمّا تولَّتِ أيضاً من الشعر الشعبي قول الأمير سعود بن بندر رحمه الله: يا مالكٍ قلبي تعذّبت بالحيل وانته بعيده عن ديارك دياري على نهاري في بعادك دجا الليل ويصير ليلي وانت غايب نهاري وكذلك قول الشاعر أحمد الناصر الشايع: كذوب اللي يقول أقوى فراق الصاحب الغالي متى ما غاب عنك اللِّي تودِّه بانت الخلّه أمَّا أصحاب الرأي الآخر وهو (أن العاطفة يقتلها اليأس) فقد كان لهم في المقابل استشهادات بأبيات من الشعر الفصيح والشعبي كقول الأمير الشاعر عبدالله الفيصل -رحمه الله- من قصيدته (من أجل عينيك) التي غنتها كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم: لا تقل ليالينا، وقد كانت عِذابا لا تسلني عن أمانينا، وقد كانت سرابا وكذلك قول الشاعر الأمير فهد بن خالد من نص شدا به الفنان راشد الماجد: أنا بعيش بك والاَّ بدونك تعودني على بعدك سنيني وفي نفس سياق المعنى المؤيد لوجهة النظر الأخيرة ورد ذكر بيت الشاعر صنيتان المطيري: دنياك هذي كلها دمعتيني دمعة لقاء والثانية دمعة فراق وأخيراً أشار أحد الحضور لمن يرفض الذكرى بعد الفراق وليس (البعد) فحسب، واستشهد ببيت شعر للشاعر ناصر القحطاني: أمانة إن كانك تعرف الأمانه لا تذكر إنه كان لي عشقٍ أرجيه [email protected]