قال تعالى وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18 سورة لقمان). ومعنى تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ أي: تُميلُهُ وتَعْرِضُ بِهِ عَنِ النَّاسِ تَكَبُّراً عَلَيْهِمْ. «والمَرَحِ»: التَّبَخْتُر. وقبل أيام ابتسمت - على مضض - لعبارة وردت كمداخلة في احدى (الإذاعات المسموعة) في لقاء مع شاعر مارس شيئا من الفوقية - ما كان له أن يمارسها - في أسلوبه تمثّلت بإجابة - لم يوفق بها على سؤال (أحد المستمعين) - فما كان من الأخير إلا أن كشف عن وعي، وثقافة، ودقة متناهية في الصميم لغير صالح هذا الشاعر الضيف! - سيئ الحظ - الذي غاب عن فطنته قول الشاعر أوس بن حجر: إذَا أنْتَ لَمْ تُعْرِضْ عَنِ الجَهْلِ والخَنَا أصَبْتَ حَليماً أو أصَابَكَ جَاهِلُ ولن - أعرِّج - على ما سوى ذلك من تفاصيل على الرغم من موضوعيتها ولكنني أستشهد بما دار بينهما لأخلص إلى أمرين الأول: هو أن الشاعر يجب أن يكون قدوة في حضوره لأنه قدم نفسه للناس كشاعر، لهذا يجب أن تبقى هذه الصورة بمستوى مشرف للشعر والفكر، الأمر الثاني: وهو أن الطرف الآخر أياً كان قارئاً أو مستمعاً أو مشاهداً حسب تنوّع وسيلة الإعلام قد يكون في جعبته من المعرفة والثقافة والتوثيق وسرعة البديهة والمخزون اللغوي ما يحرج الاخر مثلما حدث مع ضيف البرنامج الذي وضع نفسه في موقف محزن لدرجة الشفقة، حتى قال له هذا المستمع بعد أن فنّد محاور كثيرة وردت في مقابلته بعد أن أعيته الحجة في تبريرها.. الله يرحم حالك (وش إنت شايف نفسك عليه..؟!). بل إن هذا المستمع صاحب المداخلة في الإذاعة المسموعة التي أجرت اللقاء مع الشاعر ذكَّره بمواقف منها تنصله عن التبرع المادي لفكرة تبناها كمشروع حول الشعر، ولم يدفع حصته المالية البسيطة إلى درجة الرمزية أسوة بزملائه الشعراء، وذكره بقول الشاعر أبو تمام: اثْنَانِ بُغْضُهُم عَلَيَّ فَرِيضَةٌ مُتّكَبِّرٌ فِي نَفْسِهِ وبَخِيلُ وقفة: للشاعر محمد بن ناصر السياري رحمه الله: أقوم بالماجوب وادرى الملامه يشين وجه الوقت وإلا يزيني ولا خير باللِّي ما يثبِّت كلامه وإلا بدرب المرجله يستهيني [email protected]