من نعم الله على المجتمعات البشرية أنه جعل فيهم فئات الشباب.. وجعل الحياة بكل زخمها..، ومطالبها، ومعطياتها، ومكاسبها ميدانا لهم..., يتفاعلون معها..، ويفعلون فيها..، ويهبونها من شبابهم تجديدا، وحيوية,.. ومن قوتهم الأمل ما اتسعت به خواطر الطموح... والعطاء ما استوعبه اتقاد الطاقة..,.. في البناء، والابتكار، والإنجاز, والتجديد، والإضافة... الشباب طاقة لا تقل أهميتها عن حكمة الشيوخ.. وليست تتقلص عنها بيفاعة الخبرة..!! فالعمل، ومواقف التفاعل، ومحكات التجارب كلها مُدرات لخبراتهم..، ومضخات لتجاربهم.., وضمانا لرهانهم..! الشباب سواعد المجتمعات..، وأعمدتها.. وتحدياتها.. الشباب هم الفئة الرابحة عند وضعهم في محكات العمل..، فيكونون دواليب لسيرها النافع..، وتروسا لسيلها المانع ،...!! فما وضع الشباب في مواجهة مع الآمال، وفي مضامير الغايات، وفي منازل التفاؤل،.. ... وما سُلمتْ لهم مفاتيح الأمواج..., إلا تحركوا نحو الغايات بهممهم.., وإلا بلغوا مرامي الفنارات، ومشارف المرافئ، وتمكنوا من أعماق الغايات.. بحيوتهم، وثقتهم.. الشباب حين يريدون أن يبنوا مكنتهم قوى سواعدهم..، وشعلة مداركهم..، ووقدة هممهم.. والحياة المضمار، كفيلةٌ بمدهم بالمعرفة..، والتجربة.. ومفاتيح المفازات.. فقط يحتاجون للإعداد زمن شباب آبائهم..، وطفولة أقدامهم........!! في كل صبح مع نهضة الروح.... وتفكُّرها... وفي كل مساء عند سكينتها..، وتجليها.. لهم شبابنا الدعاء العريض مني.. جميعهم، هؤلاء هم المفكرون، وهم المهندسون وهم القانونيون، وهم المبدعون، وهم المعلمون، وهم الحرفيون، وهم الأدباء، وهم المذيعون، وهم التشكيليون، وهم المدربون، وهم الموظفون، وهم الدارسون، وهم المشرفون، وهم الموهوبون، وهم الجنود بفئاتهم، واختصاصاتهم، وثغورهم..، وهم الفئات الخاصة..، وهم حيث يعملون، في المصنع، والبقالة، والحراسة، والحراثة، والسياقة، والطيران..، وفي كل مجال، ومكان.. بهم تتجدد الجداول..., وبهم تنبعث الروافد..، وبهم تنجلي للأبصار قرَّتها.. وبهم تسمو قيمة التداول الوظيفي في أدوار الحياة بين البشر.. بل تتعمق علاقاتهم.. ., وتسمو نوعية سلوكهم بينهم، وبين من سبقهم من الأجيال.. ومن سيلحق بهم.. الشباب منجمٌ مثمر..., وثري.. ومُفْحِمٌ لعثرات الدروب..., وفاعلٌ في دولبة الوقت.. ومنتجٌ لمكاسب التغيير الناموسُ الثابتُ في سيرورة الحياة.., وطبيعة جريانها.. فشدوا على أزرهم.. وافسحوا لهم.. وشدوا على أيديهم تحايا مباركة لمسيرتهم.. فهم امتداد غيثي.., وبهجة حصاد لمن بنى..! ولمن يؤمن بالحقيقة.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855