يوم (أمس الأول) كان من الأيام المشهودة التي سأقوم بتأريخها لأحفادي، وسأكتب لهم في مذكراتي أن جدكم الأعظم رافق أحداً من الطبقة (المخملية) إياها، وركب معه في سيارته ال (الفارهة جداً)! نعم.. حدث هذا في طريق الملك فهد ومع زحمة السير، بينما كنت أربط (حزام الأمان) شعرت أن أصحاب هذا النوع من السيارات يعيشون في عالم آخر، لا يشعرون بالمطبات مثلنا، وسياراتهم معزولة من الصوت، فلا تكاد تسمع إزعاج المنبهات أو حتى صوت (سفتي الإسعاف)! هذا المشوار كشفي لي أن الناس تحترم السيارات أكثر من البشر! فجأة اختفت ظاهرة من يفكر بتجاوزك و(يشربك النور) مع (البواري) خلفك وكأنك من (صيد أمس)، لم يعد هناك من يسابقك للوصول إلى المخرج، الكل يحاول تفادي الاقتراب منك، حتى الشرطي يتعمد النظر إلى الجانب الآخر حتى (نعدي) بعدين يسكر المخرج لتسهيل عملية المرور، مجرد التفت يمين يبتسم في وجهي صاحب السيارة المجاورة بكل ترحاب (ما يعرف أني طفران وراكب أصلاً توصيلة)! صديقي أبو سروال (مزركش)، للتوضيح السراويل المخملية (مزركشة مع الأسفل) عادة، يقول: اليوم (زحمة) بالعادة ما يبي لي إلا عشر دقايق وأوصل للبيت الجديد؟!. قلت له: هذا من وجهي طال عمرك لأني راكب معك، فضحكنا جميعاً، وفكيت حزام الأمان! أكثر شخص لفت انتباهي هو صاحب سيارة صغيرة شبيهة ب (قوطي الصلصة) كاتب على الزجاج الخلفي عبارة (الحمد لله وبس!!)، الرجل يكلم جوال ومبسوط، قرأت في عينيه كمية من القناعة والرضا والسعادة تفوق سعادة صديقي أبو كرش متفوخ، وخشم منفوخ، وسيارة تروع! أحدث نفسي أن الرجل ربما كتب العبارة لأنه وجد وظيفة أو سدد إيجار منزله أو رسوم مدارس أطفاله، أو لأن فريقه فاز في مباراة بعد سنين عجاف.. الله أعلم! بمجرد وصولنا إلى البيت الجديد بدأت الهموم والقلق (المخملي) يظهر على وجه صاحبنا: يا ربيه هالمقاول يضيق الصدر ما يفهم أن (نقش الجبس) بالشكل هذا يجيب لي الاكتئاب.. أوووف! على فكرة جبس هؤلاء مزخرف، وليس مزركش مثلما ورد معنا سابقاً! الحمد لله.. فلكلٍ تحدياته وهمومه واكتئابه! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]