يجمع نقاد ومحبو الشعر ومبدعوه على أن كل قصيدة لا تحمل جديدا إنما هي مجرد وزن وقافية ورصف كلمات لا تحرك ساكنا ولا تحدث دهشة أو شجنا ولا تشد انتباها وإنما هي شيء من أسباب إهدار الوقت في ما لا يفيد ولا يمتع،والتجديد مطلب لا يقدر عليه إلا من لديه الموهبة والطموح والإصرار على النجاح ومواصلة الارتقاء والرقي لما هو أجمل واعتبار أن ما كتب مجرد تلمس لما يوصل إلى الدرجة التي تلي من سلم النجاح. وقد يعتبر البعض ممن لا يعي التجديد المطلوب أن الرمزية والإبهام والتهويمات واستخدام الألفاظ الفضفاضة والفخمة يمكن أن توحي لمن يطلع عليها أن وراءها فكرا عظيما وأسرارا كبيرة على المتلقي أن يحاول فك رموزها وطلاسمها وجعل القارئ أو السامع الذي لم يستطع أن يجد مفاتيحها السحرية يتهم نفسه بعدم الفهم مع أنني أعلم أن هناك من يكتب شيئا لا معنى له ولا طعما ولا رائحة ولكنه يتعمد الإبهام ليقال إن وراء نصه شيئا يستحق التقصي والاستقراء. وهنا يتضح الفرق الواسع بين التجديد والرمزية المفتعلة مع أن الرمز في الشعر شيء لا بأس به إذا دعت الضرورة إليه ومن يقرأ شعر بديوي الوقداني والخلاوي وعبدالله بن سبيل والعوني وبن لعبون يجد التجديد المطلوب الذي يميز أحدهم عن غيره مع إمكانية التوافق في الغرض أو الصورة أو الموقف الذي يتناوله كل بطريقته وأسلوبه لعدم حاجة الناس إلى التكرار وتناسخ الأفكار والصور بل ورفض ذلك من ينتهج ذلك وعدم الالتفات إليه. [email protected] تويتر alimufadhi