شهدت سوق الأسهم الأمريكية خلال الاسبوع الماضي موجة من التقلبات وحالة من عدم الاستقرار، ففي الوقت الذي انخفض فيه كل من مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية، ما يقارب 99,69 نقطة الى مستوى 1125,11، ومؤشر Nyse حوالي 5,93 نقطة الى مستوى 639,58، ومؤشر Standard and Poor ما يقارب 4,21 نقطة الى مستوى 1441,36، نجد ان مؤشر ناسداك قد ارتفع ما يقارب 45,89 نقطة ليصل الى مستوى قياسي بلغ 4235,40، وهو المستوى القياسي الثالث على التوالي الذي يصل اليه هذا المؤشر في غضون ثلاثة ايام متوالية خلال الاسبوع المنصرم، وكي تكون الصورة اكثر وضوحا، فإن عدد الشركات التي ارتفعت اسهمها خلال الاسبوع الماضي بلغ 1,308 شركات، فيما بلغ عدد الشركات الي انخفضت قيمة اسهمها 1,719 شركة وهو ما يدل على السلبية التي طغت على اداء السوق، السبب الرئيسي خلف ارتفاع مؤشر ناسداك وبلوغه ثلاثة ارقام قياسية يتمثل في تحول المستثمرين صوب شركات التقنية وابتعادهم عن تلك الشركات التقليدية التي تتأثر سلبا اوايجابا بالارتفاع او الانخفاض في معدل سعر الفائدة الامريكية، وذلك ان المخاوف من ارتفاع سعر الفائدة قد زادت بعد ان اشار السيد غرينسبان الى احتمال رفع هذا السعر خلال الاسبوع ما قبل الماضي كما ان هذه المخاوف قد تزايدت لدى المستثمرين خلال هذا الاسبوع بسبب الارتفاع الكبير والمتواصل لأسعار البترول الخام، وهو الامر الذي تسبب في ان يتولد لدى هؤلاء المستثمرين القلق ليس من رفع سعر الفائدة وحسب بل ورفعه الى مستويات قياسية اكبر بكثير مما كان يتوقعه الجميع، يدعم ذلك ارتفاع سعر البترول الخام اكثر من 4 دولارات خلال الاسبوع المنصرم فقط، بعد ان اشار اعضاء منظمة أوبيك الى عزمهم عدم رفع سقف الانتادج مع نهاية شهر مارس القادم وهو الموعد الذي كان الاعضاء الرئيسيون في المنظمة بقيادة المملكة العربية السعودية قد حددوه من قبل كموعد لنهاية اتفاق تخفيض الانتاج. وفي هذا المجال، اشار احد الخبراء الى ان اية زيادة في اسعار البترول سيكون لها تأثير سلبي على ما يعرف بقطاع الاسهم المربحة أو Biue Chip. الارتفاع في مؤشر ناسداك كان مدعوما ايضا بتقارير الارباح الصادرة عن مختلف الشركات خلال الاسبوعين الماضيين، ومنها على سبيل المثال شركة لوسنت Lucent، التي احتلت المرتبة الثانية من بين اكثر عشر شركات تداولا في سوق Nyse يوم الجمعة الماضي حسبما يشير الجدول رقم (1) وهي الشركة التي ارتفع سهمها خلال آخر ايام التداول ما يقارب 0,250 دولار ليصل الى 52,750 بمعدل ارتفاع بلغ 1,7% بالرغم من ان تقرير الشركة عن انخفاض الدخل الاجمالي حوالي 51%. الارتفاع القياسي والمذهل في اسعار شركات التقنية نتج عنه اطلاق الكثير من التحذيرات من احتمال حدوث موجة من التصحيح للاسعار بعد ان بلغت مستويات قياسية لشركات لم توزع ارباحا بعد، وفي هذا المجال يصف احد خبراء شركة اميركان أكسبرس الوضع بانه مجرد فقاعة صابون ستنفجر يوما ما.